14 سبتمبر 2025
تسجيللا يمكن أن يمر عيد الأضحى دون أن يستدعي إلى الذاكرة مباشرة الرئيس العراقي صدام حسين الذي أعدم يوم عيد الأضحى دون أي اعتبار لهذا اليوم الفضيل، الذي يعتبر عيدا عند كل المسلمين، لكن أعداء الرئيس صدام لم يقيموا وزنا للعيد ولا حرمته وفضله وكونه يوم فرح، واعتبروا أن هذا العيد لا يخصهم بل يخص قوما آخرين.لم يكن للرئيس صدام أن يسقط من سدة الحكم لولا جحافل الجيوش الأمريكية والغربية والعربية التي غزت العراق من أجل إسقاطه، ولم يكن بمقدور أعدائه الداخليين المدعومين من إيران أن يطيحوا به لأنهم لا يمتلكون القدرة على ذلك، أن يكونوا مجرد أدوات للاستعمار الغربي وتحديدا الأمريكي البريطاني.لم أكن يوما متفقا مع صدام حسين وسياساته ولا رعونة أبنائه، ولكن ذلك لا يمنعني من القول إن الإطاحة به وإعدامه يوم عيد الأضحى ترك غصة في القلب وجرحا عميقا وإذلالا للأمة العربية وحكامها على مر الزمن، فقد شنقه أعداؤه ورقصوا على جثته في تقليد للطقوس الوثنية وحالوا اختطاف جثته في تقليد بربري لا يمت بصلة للحضارة. واليوم وبعد عقد من الزمان يجتاح العسكر صناديق الاقتراع والإرادة الشعبية في مصر ويستولون على الحكم ويحبسون الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي ويحاكمونه بتهمة التخابر، وهي تهمة باطلة وتافهة وعديمة القيمة.أكثر من عامين والرئيس المنتخب يقبع في المعتقل ويمر عليه الأضحى تلو الأضحى والعيد تلو العيد دون أن يكون هناك حل في الأفق. الرئيس صدام حسين شنق يوم عيد الأضحى، والرئيس محمد مرسي المنتخب شعبيا معتقل في عيد الأضحى، وهي مفارقة سوداء لرئيسين عربيين تعلن بؤس الحقبة العربية الراهنة.لم يؤد قتل صدام والإطاحة بمرسي واعتقاله إلا إلى دمار البلدين ودخولهما في نفق مظلم .. والجزء الأشد ظلاما وعتمة في هذا النفق هو المتعلق بإهدار الكرامة العربية حتى لو كانت لرئيس.. إنها الحقبة الأشد سوادا في تاريخ العرب رغم تشبثنا بأمل التغيير القادم.