11 سبتمبر 2025

تسجيل

في حربه ضد داعش مكره أوباما وليس بطلا

25 سبتمبر 2014

الأسلوب الصارم الذي أعلن به الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدء حملته العسكرية ضد ما يسمى بتنظيم دولة الخلافة الإسلامية في سوريا، والذي خلا من أي مواربة، أو تردد، أو حذر سياسي، هو نهج في التخاطب لم يعهده العالم عند الرئيس الذي دهس منافسيه في حملته الرئاسية الأولى بخطابه الكاره للحروب والعنجهية العسكرية الأمريكية التي يجسدها اليمين الأمريكي وعلى رأسه الحزب الجمهوري، فأقبل نحوه الناخب الأمريكي الأبيض بحميمية لم تكن متوقعة وانتخب أول شاب أمريكي أسود ذي أصول إفريقية مسلمة. ويذكر الأمريكيون لمحتين إعلاميتين نادرتين تناقلتهما الوسائط الإعلامية المختلفة لحظة الإعلان عن فوز الشاب الأمريكي الأسود الذي دشّ على المشهد السياسي الأمريكي من أين لا يدري أحد، كانت اللمحة الأولى عندما صاح أحد كبار المعلقين: يا الله! نحن شعب عظيم! لقد انتخبنا رئيسا أسود وأسكتنا كل التخرصات. وأخرصنا كل الألسن التي تتحدث عن عنصرية الشعب الأمريكي، أما اللمحة الإعلامية النادرة الأخرى، فقد حدثت عندما تسمر الزعيم الأمريكي الأشهر والمرشح الرئاسي السابق، القس جسي جاكسون أمام عدسة التلفاز وهو يجهش ببكاء حميم. ومعروف أن القس جسي جاكسون كان هو الشخص الذي سقط على صدره القس مارتن لوثر كنج عندما أطاحته رصاصة العنصريين القاتلة وقد كانا يتجاذبان الحديث في بلكونة أحد الفنادق. أوباما الذي يكره اللجوء إلى قوة أمريكا العسكرية الفاتكة، والذي يكره التهديد باستعمال تلك القوة أو التمشدق بالخطاب العسكري المستفز للآخرين الذي ألفته شعوب المعمورة من قادة الحزب الجمهوري، اضطر للتخلي عن مظهر ولغة الحمل الوديع وهو يعلن الحرب على تنظيم دولة الخلافة الإسلامية واللجوء إلى استعمال القوة العسكرية وخطابها إلى كل الحدود التي قد تقود إليها مجريات الأحداث والتصدي للحرب التي أعلنها تنظيم دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، اتسعت هذه الحدود أو توسعت، لا فرق. الموقف الذي وجد الرئيس الكاره للحروب نفسه فيه والتصدي له بما يناسبه من إجراءات ينم عن يأس من أي أمل في التفاهم مع جحفل تديره مجموعة من الجهلاء الذين ألقوا عقولهم في غيابة الجب السياسي وتركوها وراءهم في متاحف التاريخ. لا أحد كان يتوقع من الرئيس الأمريكي غير هذا الموقف الحاسم بعد أن تريث كثيرا مع التنظيم المنغلق على جهله حتى تذمر الكونجرس الأمريكي من تريثه وعده ضعفا عسكريا غير مقبول وكل العالم ينظر مصدوما من الفظاعات التي ظل التنظيم المعتوه يرتكبها باسم الدين الإسلامي. قولنا إن الرئيس أوباما هو رجل كاره للحروب وللتهديد باستعمال القوة الأمريكية الباطشة لا ينفي أن الرجل ورث حربين من سلفه الجمهوري، فاضطر إلى إكمال المشوار بمعالجات عسكرية وسياسة. أما في حالة داعش، فليس هناك من أمل في سلام دون البتر.