10 سبتمبر 2025

تسجيل

إلغاء المدارس النموذجية

25 سبتمبر 2014

كتب التاريخ ان التدريس في قطر بدا منذ 1890م في عهد الشيخ قاسم بن ثاني حيث كان يُدرس القرآن الكريم والقراءة والكتابة في 10 كتاتيب ثم اُفتتحت اول مدرسة دينيه في عام 1913م فكانت اكثر تطورا لتسمى "بالمدرسة الاثرية" ثم اُغلقت في عام 1938م ليُعاد افتتاحها في عام 1947م لتتحول لمدرسة لها اساس منهجي فسميت "المدرسة الحمدية" واستمرت لعامين فقط.وفي 1950 — 1951م اُفتتح اول مبنى مدرسي جديد باسم مدرسة قطر الابتدائية وعليه تشكلت لجنة وطنية للاشراف على التعليم في قطر في نفس السنة. ومن هنا بدا التعليم يتطور ويتوسع في جميع انحاء البلاد. وخلال هذا التوسع ظهرت المدارس النموذجية التي هي جل اهتمامنا في مقال اليوم لتُدرس بها نساء للمرحلة الابتدائية من الصف الاول للثالث الابتدائي ثم ضُم لها الصف الرابع ثم الابتدائية كامله لتكون المرحلة الابتدائية للبنين تحت كادر نسائي متكامل من معلمات وإدارة لتندثر تلك التي كان كادرها رجال! وخلال هذا كله دخل التعليم مرحلة تسمى مرحلة التعليم المطور الذي بدأ في مدرستين بعام2000/2001 ثم تطورت التجربة لتصبح مدارس مستقلة بدأت في 2004/2005 حتى شملت جميع المدارس الحكومية وبقيت المدارس النموذجية كما هي لم تتغير.مفهوم المدرسة النموذجية هي تلك المدرسة التي انفردت بصفات او مميزات تختلف عن مثيلاتها في النوع او المجموعه او الفئة، وتقع تحت مظلة التعليم ويديرها رجال/نساء لكن عندنا تديرها نساء فقط. تتميز المدرسة النموذجية بمعايير عامة ومقاييس بالإضافة للمعايير الخاصة، فتتحول المدرسة ببرنامج التطوير من النمط التقليدي المقتصر على التدريس إلى مؤسسة تربوية تعليميه تهيئ بيئة للتعلم تسودها ثقافة التعاون والدعم المهني المبني على خبرات تربوية عملية ويكون هدفها الاعتناء بالطالب كمحور للعملية التعليمية وبعدد محدد في كل فصل كما يكون للمدرسة مبنى متميز. فهل كان لمدارسنا النموذجية ذات الهدف عند إنشائها!؟ ام تميزت بكون الكادر نسائي فقط ليلغى كادر المعلمين الرجال! هل مدارسنا النموذجية فعلا نموذجية؟ ما الذي حققته المدارس النموذجية بعد تحولها لكادر نسائي؟! وماذا اضاف تدريس المعلمات للبنين للخطة التعليمية وكيف هي إيجابيات وسلبيات تعليم المعلمة للبنين؟لعل منا من يرى ان تعليم البنين كان سيكون افضل لو بقي تحت كادر الرجال وذلك لاسباب كثيرة منها: 1) ان هيبة المعلم الرجل لها وقع اكبر في نفس الطالب منه لو وجه من قِبل المعلمة، 2) ان بيئتنا المحافظة تأبى ان تتكشف النساء على الطلبة البالغين، 3) عدم قدرة المعلمات النساء على التحكم بسلوكيات البنين وتصرفاتهم والرد على تجريحاتهم بل وفك العراك ان حدث بينهم.لا ندري كيف لم يفكر من انشأ هذه المدارس النموذجية وجعلها تحت كادر نسائي: 1) بمدى قدرة المعلمات على تدريس البنين! 2) كيف تناسى الراسبين البالغين؟! 3) اختلاف مشاعر ونظرة الطلبة البنين للمعلمة بغض النظر عن اعمارهم،4) تقليد الطلبة لبعضهم البعض عند التطاول على المعلمة، 5) انه لا فائدة من لائحة الضبط السلوكي غير المفعلة التي لا يتقيد بها البنون. سؤال اخير: هل يساوى قانون الرسوب المتكرر للطلبة بالابتدائية في التحويل للمسائي للجنسين ام هو فقط للبنين لان معلماتهم نساء؟المرحلة الابتدائية ليست كالروضة والتمهيدي، فبالابتدائية تتفتح مدارك الاولاد وتتوسع لتنظر اعمق فيما حولها، فلا يليق اطلاعهم على خصوصيات المدرسات الاجنبيات عنهم، ويملك اغلب الطلبة في المرحلة الابتدائية جوالات بل حسابات في مواقع التواصل المختلفة فيطلعون على مواقع نخجل أن نراها نحن يعدونها اكتشافا وهي حرام. وأخيرا فإن الحفلات في مدارس البنين النموذجية والرقصات لم تكن لتكون في مدارس كادرها رجال نظراً لصفات الرجل المختلفة عن المراة وإن كان الاثنان في مجال تربوي واحد.من خلال عملي وتعاملي مع كثير من مراجعيني الاطفال سألت البعض عن مدى حبه لان يُدرس من قِبل نساء او رجال فجاء رد احدهم مفاجأة لوالدته التي قالت: النساء أفضل ليقول: لا والله الرجال احسن، وذكر كيف ان طلبة في الصف السادس "تعاركوا" فتدخلت المعلمة لتفك العراك فُكسرت يدها بالخطأ من قِبل احد الطلبة. فسألته هل سيعيد تجربة دراسته مستقبلا لابنائه فقال: لا.همسة للتعليم العالي:اين النموذجية في المدارس النموذجية؟! ام ان تدريس المعلمات للبنين يعد نموذجيا!؟ ماذا اضافت هذه المدارس للطلبة وللتعليم من جديد؟! أما آن الاوان ليُعلم الرجال البنين؟دمتم في حفظ الله ورعايته