12 سبتمبر 2025
تسجيلفي علم الإدارة توجد كثير من القواعد المثيرة للاهتمام والتي يمكن أن تسهم في صياغة المستقبل، وإدارة أمر ما تعني التخطيط والدراسة والتفكير، ثم اختيار أفضل الوسائل والأساليب للوصول إلى الغاية وتحقيق الهدف، وفي الواقع حياتنا كلها إدارة وتخطيط وتفكير واتخاذ قرارات، ويتوقف نجاحنا وسعادتنا واستقرارنا على حسن اختيارنا وقرارنا.عالم الإدارة بيتر دراكار يصيغ وضعا حاسما لصناعة المستقبل، وذلك حين يقول: "إن أفضل وسيلة للتنبؤ بالمستقبل أن تصنعه بنفسك"، وفي تقديري أن ذلك تلخيص عبقري متماسك يمكن أن يسهم، إلى حد كبير، في اكتشاف الفرد لقدراته، ومن ثم ينظر إلى الأفق ليطور أداء بصيرته ويمنح نفسه رؤية واسعة يقرأ من خلالها خيارات متعددة لصالح الحاضر والمستقبل معا.وفي الحقيقة فإننا حين نؤسس لحاضر وواقع يتمتع بالتخطيط السليم والمنهج الصحيح في الحياة، فإننا ندعم حظوظنا للحصول على غد أفضل، وعندما نتدبر ما قاله دراكار نجد أننا مطالبون بالعمل الذاتي، وتفجير طاقاتنا، وذلك يتفق مع معرفة الفرد لنفسه وحدود قدراته، وفي الأثر يقال: "قيمة المرء فيما يحسنه"، وحين نحسن ما نجيده ونتقنه فإن أداءنا يكون أفضل وبالتالي نتجه إلى المستقبل بحسب قدراتنا وطاقاتنا، وهذا مغزى صناعة المستقبل بأنفسنا.من القواعد الإدارية المثيرة للاهتمام أيضا تلك التي تقول إن "الفشل في التخطيط، تخطيط للفشل"، وفيها اختزال وتلخيص رائع لقيمة التخطيط في حياتنا، فنحن بما لدينا من عقل وطاقة وإدراك ورغبات وطموحات، لا بد أن نحسن التخطيط في كل شيء، وإلا ألغينا العقل الذي يخطط ويفكر ويمنحنا الخيارات والبدائل المناسبة لنا في كل مرحلة من مراحل الحياة.من المهم للغاية أن نتعامل مع الحياة كمنظومة إدارية، نخطط فيها لكل لحظة، ونوازن بين الأنشطة المختلفة خلال اليوم والأسبوع والشهر والسنة حتى يشمل ذلك كل العمر، ونحن في الواقع بحاجة إلى النظام والتنظيم في أدق التفاصيل، في عباداتنا، وأعمالنا، ونشاطنا الاجتماعي، وميزانيتنا الذاتية، وغير ذلك من التفاصيل الكلية التي نتقاطع معها بصورة مستمرة أو طارئة وظرفية، خلال مسيرتنا اليومية والحياتية في مجملها، ودون هذا التخطيط والتنظيم فإننا نفقد كثيرا من المزايا التي تجعلنا نختصر طريق المستقبل على طريقة دراكار، لأننا نظل سلبيين، نترقب ما يحدث لنا دون أن نشارك أو نبدع ما يحتمل أن يحدث.