13 سبتمبر 2025
تسجيلكان الكاتب الكبير أحمد رجب عمدة الكتاب الساخرين حقاً.. ويعتبر رجب الذي توفى مؤخراً عن 86 عاماً، مقاتلاً حقيقياً بالكلمة والفكرة عبر ما يقرب من 50 عاماً قضاها في الكتابة الساخرة التي وظفها للسخرية من كبار المسؤولين ومنهم رؤساء وزراء ووزراء في مصر وغيرها من أجل الدفاع عن الفقراء والطبقة الوسطى، لذا نراه قد ابتكر عدداً من الشخصيات التي كانت تمثل فكرته وتطرح معاناتها مع المسؤولين البيروقراطيين.. حول تصريحاتهم وتصرفاتهم ومشاريعهم، وكان حقاً من أفضل من عبَّر وقاتل صحفياً من أجل هؤلاء. وربما لا يعرف البعض أن أحمد رجب كان مؤلفاً وكاتباً إذاعياً وتليفزيونياً وله أعمال أيضا في السينما بجانب كتبه التي أصدرها، وقاربت أعماله الفنية الـ"11" عملاً فنياً منها أفلام: "الوزير جاي" الذي ناقش فيه فكرة النفاق من خلال وزير قرر زيارة مصلحة حكومية! وكذلك أعمال أخرى مثل "شيء من العذاب" وكتب عديدة عن كفر الهنادوة.. وكمبورة السياسي وعبده مشتاق وتلك الشخصيات التي تناولها مع رسومات رفيق دربه مصطفى حسين الذي رحل هو الآخر مؤخراً تاركاً فراغاً في فن الكاريكاتير، وكذلك عدة مسلسلات إذاعية شهيرة مثل "شنبو في المصيدة".ورجب الذي ولد بمدينة الإسكندرية في مصر في نوفمبر 1928 كان دارساً للحقوق، إذ تخرج في كلية الحقوق وأراد أن يكون محامياً، إلا أن مقابلته مع علي ومصطفى أمين كانت سبباً في تحوله إلى مجال الصحافة هو وزميلته حينذاك الكاتبة الراحلة حُسن شاه التي كان قد زاملها في كلية الحقوق ثم التقيا وعملا معاً في أخبار اليوم.وأعجب به علي أمين حينما عمل سكرتيراً للتحرير واكتشف فيه موهبة الكتابة.. فطلب منه الكتابة بشكل جديد وهو اتباع الأسلوب التلغرافي – قصر الكلمات – ما قل ودل بحيث يصل لما يريده بأقل الكلمات وأيسرها.وبدأ أحمد رجب مشواره ليكون رائداً في كتابة المقال الساخر الهادف بأقل عدد من الكلمات ويكون ضمن مدرسة بيرم التونسي وعبدالله النديم في إصلاحه بالكلمة والتعبير بها عن مكنون النفس وما يراه من مشاكل.. حتى إنه كان يرى أن السخرية هي الطريق الأمثل للنقد، واستمر صوتاً للأغلبية الصامتة من الموظفين والفقراء.ربما لا أنسى أبداً كيف كان أحمد رجب يعتز بكلماته وفكرته فإذا وجد حرفاً ثم حذفه أو كلمة اختصرت توقف عن الكتابة وهو ما حدث يوماً في السنوات الأخيرة أيام حسني مبارك.وما أكثر ما غضب منه سياسيون ومسؤولون لأنه كان لاذعاً في نقده الذي تسبب كثيراً في مشاكل كبرى.رحم الله أحمد رجب الذي ظل يداوم في مكتبه ولم يمنعه مؤخراً إلا المرض إلى أن غيَّبه الموت.