13 سبتمبر 2025
تسجيلكثير من الناس يتكاسل ويتباطأ في ما ينفعه وينفع وطنه وناسه ومجتمعه بحجة أن كل شئ مكتوب وانه لن يغير من قدر الله شيئا سواء عمل أو لم يعمل، وهؤلاء الناس هم من رضوا أن يعيشوا في قهر لعشرات السنين وهم من وقفوا ضد ربيع الثورات العربية بحجة أن الله سيغير الظالم يوما ما دون أن يأخدوا من أوامر الله ونواهيه جوهر الفعل أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله مع الذين يعلمون ويعملون ويبدعون وانه سبحانه يكره التواكل والكسل بل ويطلب منا أن نعمل ونجتهد وندعوه ليل نهار، وفى هذا قرأت سؤالا أرسل إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهو: هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟ وأجاب سماحته أن قدر الله عز وجل ماض في عباده كما قال الله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وعرشه على الماء)) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) رواه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء)) ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه)) فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء)) واخيرا انها دعوة إلى الإيمان الحقيقي وبانه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن ما أصاب العبد اي شئ لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه وتعالى والسلامة من كل سوء،. فاصلة حزينة كطيف جميل خفيف، كنسمة في يوم قائظ جاءت ورحلت هند السويدي ولكننا لا نملك إلا أن نقول إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك يا هند لمحزونون "إنا لله وإنا إليه راجعون" [email protected]