28 أكتوبر 2025
تسجيليقال إن التاريخ إن تكررت أحداثه، ففي المرة الأولى مأساة!، وفي المرة الثانية ملهاة!، وللأسف فإن للكوارث والنكبات في تاريخ العرب المعاصر سجلات حافلة بالتكرار بل بالاستنساخ!، لقد عاش جيلنا جيل ما بعد حرب السادس من أكتوبر 1973 أحداثا عربية ودولية جساما غيرت خارطة العالم، ورسمت آفاقا لحدود وعوالم جديدة، وأسست لصراعات رهيبة عانينا منها سابقا، وما زالت الأجيال المعاصرة تعاني بحدة، ففي المرحلة الراهنة نرى العدوان الأممي المتوحش وبقيادة روسيا وبمعاونة النظام الإيراني قد ازداد وطأة بعد أن سمح الروس لأنفسهم بتقمص دور البلطجي الدولي واستعملوا مختلف أسلحة الإبادة الشاملة لإخماد ثورة ليست ضدهم ولا علاقة لهم بمفرداتها وأهدافها، ودعما لنظام سياسي مفلس فاشل هو الأبشع في تاريخ الأنظمة السياسية في المنطقة، وكان العدوان الروسي من الوحشية لدرجة أنه ركز ضرباته القاتلة على المدنيين وعلى الأطفال خصوصا دون مراعاة لأي قاعدة من قواعد الاشتباك!، بل إنهم جعلوا من بعض دول المنطقة حاملة لطائراتهم العدوانية، وممرا لوحشيتهم المفرطة، واستطاعوا أن يحولوا العراق العربي قلعة العروبة سابقا و(بروسيا) العرب في سابق الدهر والزمان لممر لعدوان متوحش قذر يستهدف أشقاءنا السوريين!، وفي المقابل وتزامنا مع العدوان الروسي المتوحش شن الإسرائيليون ضربات موجعة ضد أهلنا في غزة الصامدة البطلة التي قاومت آلة الحرب الإسرائيلية ببسالة منقطعة النظير، فسالت دماء أطفال الشام لتعانق وتمتزج بدماء أطفال غزة هاشم!، وفي عدوان متزامن معروفة هويته وأجنداته وآفاقه المستقبلية. للأسف تذكرنا الأحداث الراهنة بما حدث تحديدا في صيف عام 1982 في جبهة الحرب العراقية/ الإيرانية، حينما انسحب الجيش العراقي في يونيو من ذلك العام من كل الأراضي الإيرانية عارضا إيقاف الحرب المجنونة، فكان رد النظام الإيراني وقتها الرفض المطلق، وكان الإصرار على ما كانوا يسمونه (معاقبة المعتدي)! وأطلقوا شعارهم الشهير والذي انهار عام 1988 والقائل بأن (طريق القدس يمر عن طريق كربلاء)!، وبأنهم لن يوقفوا الحرب قبل دخول الجيش الإيراني للعراق و(تحرير كربلاء)!!، فاستمرت الحرب سجالا ونزيفا دمويا مرعبا لستة أعوام أخرى. وقتذاك وفي ليلة 13/14 يوليو 1982 شن الإيرانيون هجومهم الموعود في قطاع البصرة، فكانت مذبحة عظيمة لم تغير خارطة الصراع ولم تحسم الموقف العسكري، بل كانت مأساة ستضاف لمآس لاحقة عانى منها شعبا البلدين، في تلك الفترة بالضبط كان الهجوم الإسرائيلي على لبنان فيما يعرف بعملية (سلامة الجليل) ودخل الإسرائيليون بيروت واحتلوا أول عاصمة عربية وطردوا منظمة التحرير الفلسطينية نحو الشتات والدياسبورا التي انتهت بعد عقد باتفاق أوسلو الشهير!، هجوم الإيرانيين باتجاه العراق كان متزامنا مع هجوم الإسرائيليين على بيروت فكانت جبهة الشرق مشتعلة وكان انشغال الجيش العراقي بالدفاع عن وطنه سببا لتدمير الجيش السوري في لبنان وطرد المقاومة الفلسطينية ومن ثم احتلال بيروت؟، فهل يكرر التاريخ نفسه اليوم؟ الشعب السوري يئن ويعاني من مذبحة عظمى قطباها النظام الإرهابي وحلفاؤه الإقليميون والدوليون كإيران وميليشياتها الطائفية والمافيا الروسية التي أبدعت في العدوان والبطش وممارسة القرصنة والإرهاب على أوسع نطاق ضد الشعوب الفقيرة بدعوى محاربة الإرهاب!، وهو تطور لو تعلمون عظيم في آفاق وإدارة الصراع الإقليمي، وحيث أزيح الغطاء بالكامل عن كل الأوهام والدعايات وتوضحت ميدانيا وحدة وهوية المعتدين!!