14 سبتمبر 2025

تسجيل

عباس يتلاعب بفلسطين والمنظمة

25 أغسطس 2015

في عهد رئيس سلطة رام الله محمود عباس ميرزا، يعيش الشعب الفلسطيني أسوأ أوقاته، لأنه دفع القضية الفلسطينية إلى الوراء أعواما طويلة، بداية من سلسلة التنازلات عن الحقوق الطبيعية والوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، واعتماده الكامل على الكيان الإسرائيلي وراعيه الأمريكي، والتحالف مع الأنظمة العربية المعادية للربيع العربي والثورات، ومعاداته لحركة التحرر الفلسطينية، ووقوفه ضد المقاومة الفلسطينية خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وشتمها بأقذع الأوصاف وشتم "صواريخها العبثية"، والتحالف مع الكيان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، كما كشف وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إفيغيدور ليبرمان ووزيرة العدل تسيبي ليفني، وتحريض النظام الانقلابي في مصر على قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، والاعتراف بما يسمى "يهودية إسرائيل" عندما اعتبر أن "يهودية إسرائيل" مسألة إسرائيلية لا علاقة للفلسطينيين بها. هذا الممارسات معروفة للقاصي والداني ولكل أبناء الشعب الفلسطيني، وهي مجرد عناوين لسلسلة أطول من الإجراءات المضرة بالشعب الفلسطيني وقضيته، وإذا ما أضيف إلى هذا ما كشفته التسريبات الأخيرة من سعي عباس ميرزا للسيطرة المطلقة على منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني "فتح" والتي تفضح سعيه إلى "طبخ" مكونات السيطرة والهيمنة عبر إخلاء الساحة لرجاله الذين "يمون عليهم". ويكشف محضر اجتماع مسرّب من مكتب رئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، شارك فيه عباس وصائب عريقات، عن بعض الخبايا في سراديب عباس وتقول الوثيقة المسربة "إن الوضع القادم أخطر مما يخطر في بال أحد، هذا عام نكبات سنة كبيسة وصعبة".. وهناك أزمة جديدة وسيتم سحقنا، ويجب أن يكون لدينا خطة وآلية جادة، وعقد جلسات خاصة بشكل دوري إلى أن ننتهي من كل الأمور (السلطة، فتح، منظمة التحرير)، فهناك دول عربية يمكن أن تقطع علاقاتها معنا خلال الفترة القادمة". وتورد الوثيقة المسربة بالتفاصيل لعبة عباس لإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بطريقة "مناسبة" تضمن سيطرته عليها حتى بعد مغادرته لمنصبه، ومن هنا جاء إعلان "استقالته التكتيكية" إلى جانب 9 آخرين من أعضاء اللجنة التنفيذية، وهي استقالات لم تكن إلا جزءا من خطة وضعها أبو مازن بالتشاور مع كبير المفاوضين صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج". هذا المحضر الذي سجل في نهاية الشهر الماضي أظهر اهتمام عباس وعريقات وفرج بالسيطرة على المنظمة وإيصال من يريدون إلى لجنتها التنفيذية أكثر من اهتمامهم بالوضع الفلسطيني. وكان النقاش الأهم بالنسبة إليهم كيفية استبدال سبعة أعضاء من اللجنة، هم أمين السر ياسر عبد ربه وغسان الشكعة وفاروق القدومي وعلي إسحاق وأسعد عبد الرحمن ومحمد زهدي النشاشيبي وزكريا الأغا، بآخرين مقربين من عباس. وجاء في الوثيقة المسربة أن القادم أصعب وأخطر وأن السنة المقبلة ستكون كبيسة، ولذلك "يجب أن تكون الأمور تحت السيطرة، ويجب البحث عن البدائل لكل سيناريو متوقع"، جرى اقتراح تصدّر عزام الأحمد المشهد، وتظهر الوثيقة، أيضا، أن "أبو مازن" يريد المجيء برجاله إلى "اللجنة التنفيذية"، لذلك فإنه يجب "العمل في المركزية التابعة لفتح" لإحكام السيطرة على "منظمة التحرير" بعد استقالته، ما يسهل عليه اختيار خليفته لرئاسة السلطة. هذه "الطبخة" لم تنحصر في "التنفيذية"، بل خطط المجتمعون أيضا لكيفية السيطرة أكثر على "فتح"، خلال مؤتمر الحركة السابع المتوقع انعقاده الشهر المقبل. ومن ضمن الطبخة تعديل النظام الداخلي لفتح لضمان سيطرة "رجاله" وفتح الباب لتسهيل عملية التوريث فقد اقترح عباس "الدفع باتجاه انتخاب أربعة من أبناء المؤسسين: ماهر غنيم، وصبري صيدم، وجهاد الوزير، وياسر عباس (ابن أبو مازن)"، وخوفا من احتراق "الطبخة" واعتراض القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي على مخططات عباس، اتفق عباس وعريقات وفرج على "إقناع زوجته فدوى بأن يكون مروان ضمن التعيين في اللجنة المركزية، ولا داعي لترشيح نفسه، إذا كان يرى في نفسه رئيسا قادما، فإن أبو مازن في المؤتمر السادس لم يرشح نفسه و"أصبح رئيسا". حماس كانت حاضرة في الوثيقة المسربة، إذا كشفت أن أبو مازن "يعيش حالة من الرعب من حركة حماس في الضفة الغربية"، وهو ما يفسر عمليات الاستهداف والملاحقة الدائمة لعناصر وحماس وزجهم في السجون. هؤلاء هم الذين يمسكون بتلابيب الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي قدم الشهداء والجرحى والأسرى والثكالى واليتامى من أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وبدل من إقامة تحرير فلسطين وشعبها وأرضها، فإن عباس ميرزا "أبو مازن" ورجاله، يكتفون ببطاقات "VIP" الإسرائيلية، حتى لو كانت على حساب حياة 12 مليون فلسطيني في فلسطين وخارجها، حتى لو كانوا يموتون في مخيم اليرموك بسوريا، أو يسكنون في قبور الأحياء في لبنان أو يموتون في البحار وهم يبحثون عن ملاذ آمن لأطفالهم.