14 سبتمبر 2025
تسجيلفي مواقف العز والكرامة والمسؤولية التي تتحملها دولة قطر، تكسرت النصال على النصال، وأريق ماء حبر كثير، وكثرت بل تناسلت أصوات الحقد وأفواه الحاقدين وهي تحاول عبثا النيل من إرادة وعزيمة وصمود صانع القرار القطري الذي تفاعل مع شعبه ودرس جيدا حركة التاريخ، وأظهر مواقفا كريمة وأصيلة قد يراها البعض غريبة لكونها مخالفة تماما لمنطق التردي والخنوع والانحناء أمام العواصف السائد حاليا على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية أيضا. ليست دولة قطر من تتنكر لتاريخها، وليس الشعب القطري ولا قيادته الحكيمة والشجاعة من يتنصل من مسؤولية دعم الأحرار ومواكبة التاريخ أو ينكص عن متابعة وتطوير حلقات التطور الحضاري والمعلوماتي والفكري والسياسي في مختلف المجالات والذي خط معالمه وأرسى قواعده سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني نهضة قطر المعاصرة التي دوخت الأعداء والحاقدين فشرعوا في حملاتهم المريضة المعبرة عن حالات فظيعة من الحقد والانكسار النفسي.من يعرف طبيعة الشعب القطري، ومن يلامس إنجازات العطاء التي تفردت بها القيادة القطرية يعلم جيدا بأن دولة قطر ليست من طراز الدول التي تتراجع عن خياراتها وقراراتها والتي لم تصدر اعتباطا وإنما بعد دراسات مستفيضة وسبر لمختلف الاحتمالات والتطورات، لقد واجهت الدولة القطرية الفتية وهي تحفر بأصابعها في صخور التحدي والمقارعة تحديات عديدة وأشواك كثيرة ودخلت حتى في حقول ألغام متفجرة خطيرة، ولكنها بحكمة قياداتها القوية المجربة الحكيمة والتفاف شعبها حولها، وبكل عزيمة الأجداد وهمة الأحفاد تمكنت من الانتصار ومن الثبات على مبادئ الحق والكرامة، فمن ينصر الله ينصره، ومن يقف مع الأحرار ويداوي جروح المظلومين ويغيث الملهوفين لن يعرف الذل ولا الانكسار ولا يجد طريقا للتراجع عن فعل الخير والذي هو هوية قطرية شامخة عبر العصور والأزمان والمراحل.ودولة قطر وهي تواجه اليوم في زمن الفتنة الذي نعيش اختبارات تحدي خاصة ومن نوع جديد، فإنها مؤمنة إيمانا كاملا بصحة منهجها وسلامة مواقفها ومواقعها وبكونها تسير وفقا لمنهج ورؤية عقلانية وإنسانية، لا تؤذي أحدا إلا قوى الظلام، ولا ترعب طرفا إلا تلك الأطراف المؤمنة بعقلية المؤامرة، المتحجرة في مواقفها الرافضة لمنطق التطور وللحوار والانفتاح، فالمشكلة ليست في السياسة أو الدبلوماسية القطرية التي أثبتت نجاحها وتألقها وجعلت من دولة قطر الصغيرة مالئة الدنيا وشاغلة الناس واسما كريما وشامخا يتردد في المجتمع الدولي بكل فخر وعز وصمود. لقد كانت دولة قطر تدرك وهي تساهم في رد العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وتفضحه عبر أدواتها الإعلامية باعتباره جريمة حرب بامتياز، من أن الرد الإسرائيلي سيأتي بطريقة أو بأخرى سواء من خلال الاتهامات الإسرائيلية المثيرة للسخرية حول (دعم قطر للإرهاب)!! أو تلك التخرصات الغبية التي يرددها البعض حول مسؤولية قطر عن إرهاب داعش وغيرها من العصابات القاتلة، وهي الكذبة السمجة التي تراجعت عنها بعض وسائل الإعلام الدولية المنحازة للكيان الإسرائيلي.نعم إن دولة قطر كانت تدرك إدراكا حتميا بأن جبهة الأعداء والمناوئين للتوجهات القطرية الحرة ستتسع وستزداد الحملات الإعلامية المغرضة، والتهديدات المختلفة، والضغوط القريبة قبل البعيدة، ولكنها وهي تشخص كل ملفات التحدي والعدوان والظلم، كانت مؤمنة بصدق وصواب منهجها وبأن معركتها هي معركة الحرية والكرامة.. والتاريخ عبر حقبه ودروسه وتجلياته لم يخذل الأحرار وكان منتصرا على الدوام لرايات الحق. دولة قطر التي تبني وتعلي البناء في مختلف ميادين الحياة بدءا من ملفات التعليم والتطوير والتنمية في مختلف المجالات تحارب من أجل التقدم لا من أجل نصرة رايات الظلام بل تقف مواقفا شاخصة تكلفها الكثير من أجل دعم الشعوب الحرة بعيدا عن عقلية المؤامرات والغرف السوداء، وحيث تتعرض دولة قطر اليوم لسلسلة بائسة من حملات التشهير والتشويه والكراهية ستنهار كالأغصان اليابسة وهي تواجه رياح الحرية والانعتاق.. لن تنتكس راية دولة قطر، وستظل عصية على الخنوع ومالئة للدنيا وشاغلة للناس.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..