31 أكتوبر 2025
تسجيلاكتب هذه السطور من قلب لندن ولقد ادهشني تقرير نشرته احدى الصحف المحلية هنا متوسطة الانتشار عن بعض الحقائق العلمية التي ذكرت في قرآن المسلمين قبل الف وأربعمائة سنة واكتشفها العلم الحديث ألخص جزءا يسيرا منه علما انه في زمن نزول القرآن كانت علوم الفضاء والكون عبارة عن شعوذة ودجل وخرافات وأساطير.. ومن أهم هذه الحقائق اكتشاف بداية الكون حيث دحض العلماء فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون الى شكله الحالي. ونتيجة الانفجار تقول ان الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض... والقرآن الكريم سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء: 30]، الحقيقة الثانية:هي اكتشاف توسع الكون بسرعة هائلة لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالأجهزة الحديثة، هذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن! هذه النتيجة وصل اليها العلماء بعد تجارب مريرة ومراقبة طويلة ونفقات باهظة على مدى قرن من الزمان، والعجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَاِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]، الحقيقة الثالثة : نهاية الكون، العلماء يتفقون على أن للكون نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لا نهاية بسبب قانون انخفاض الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابتة، وبالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ! العجيب أن القرآن أشار الى أن هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا اِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104] الحقيقة الرابعة: هى اكتشاف الحياة في الفضاء وقد يظن احد القراء ان ذلك من باب العجب او الغرائب حيث يشير التقرير الى انه بعد تأكد العلماء من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبحت لديهم حقيقة كونية تقول: ان الحياة منتشرة فى اماكن اخرى غير كوكب الارض ورغم عدم تأكيدنا الى هذه اللحظة بوجود مخلوقات اخرى غيرنا فقد اكدها القرآن في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ اِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. وبالفعل يقول العلماء ان هناك امكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بذلك؟ الحقيقة الخامسة: وجود النجم الثاقب أحد أهم الظواهر الكونية المحيرة للعلماء! ولكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة ومعبرة حيث أقسم الله بهذه النجوم فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1 — 3]. الحقيقة السادسة:اكتشاف الثقوب السوداء حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول الى ثقب أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً! ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب منها، والعجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 14 — 15]. والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء... وهذا ما يقرره العلماء، فسبحان الله! وأخيرا ربما تكون هذه الحقائق المنشورة وغيرها لأن التقرير طويل قد تكون معروفة للبعض بل ومنشورة في اكثر من مكان ولكن دور العلماء ورجال الاعلام الكشف عنها وتبسيطها للناس لان ديننا الحنيف دين عظيم وخالد ومفحم لكل أعدائه واذا كان الغرب يقول ان سلاح العلم أقوى سلاح يملكه، نقول له هذا علمك الذي تتفاخر به وقد علمه لنا رسولنا الكريم وقرآننا قبل أن تعرفه أنت بألف وأربعمائه سنة يوم كنت في سردايب الجهل والتخلف وكنا نحن اسياد الدنيا وسلامتكم.