12 سبتمبر 2025
تسجيلماحدث في ليبيا يحدث بشكل أكبر في سوريا هاهي بشائر الخير التي هلّت بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والتي حملت معها بشائر النصر من أرض ليبيا الحرّة بسقوط آخر معاقل الديكتاتور معمر القذافي في مدينة طرابس والتي أثلجت صدورنا ولكنها لم تشف غليلنا ولا غليل المظلومين ولا أهالي القتلى والشهداء بل ولا شعب ليبيا بأسره الذي يتوق إلى الحريّة والعدل بعد أن ذاق مرارة الظلم والجور على مدى أربعة عقود من الزمن جثم فيها هذا الطاغوت على أرض ليبيا الكرامة .. ليبيا الشهداء .. ليبيا عمر المختار وعلى أنفاس شعبها العربي الأصيل. فهاهي الانتصارات تتحقق في شهر النصر والمعارك الحاسمة ويدخل الثوار المجاهدون إلى طرابلس ويسقطونها في أيديهم في تطور دراماتيكي مثير لم تتدخل فيه قوّات الناتو التي كان معوّلاً عليها ومأمولاًً منها الكثير من الدول العربية والإسلامية التي تنتظر أن يخلّصها أحد من الخارج من مشكلاتها ومصائبها التي تحل عليها بين الحين والآخر، كما انتظرنا تدخل الدول العربية في السابق كي تردع العراق من دخول الكويت ولكن يبدو أن الأجساد الميّتة لا تستجيب أبداً فكان التدّخل الأمريكي لحل تلك الأزمة بديلاً ومؤسفاً، والحمدلله الذي لم تتدخل أي قوّات أجنبية في هذا النصر والتمكين، فكان خالصاً بيد الليبيين أنفسهم ممن جاهدوا هذا الطاغية المستبد وجاؤوا إليه يزحفون من كل حدب وصوب، فمكّنهم الله من تلك الأماكن التي كان يتواجد فيها ويعتليها ليطلق كلماته التافهة وينعق كما كان يحلو له، ليصبح الآن طريداً مختبئاً في حفرة أو سرداب تحت الأرض كالجرذان تماماً جزاءً وفاقاً كما وصف سابقاً شعبه بهذه الصفة. إن نصر الله قريب دائماً من أرض الواقع متى ما تعلّقت النفوس بالله ولجأت إليه في كل شأنها وتجرّدت من أوحال الدنيا وزينتها ورغبت فيما عند الله من الفوز العظيم، هذه هي معادلة النصر التي آلت إلى هذا النصر والتمكين في هذه الأيام المباركة، كيف لا ونحن نستمع إلى أصوات التكبير تملأ أرجاء فضاء ليبيا الحرّة بعد أن دنّسها هذا الطاغوت بفجوره واستعلائه، فانطلقت المآذن لترفع صوت الحق بعد أن علا صوت الباطل، وارتفعت راية " الله أكبر " بعد أن رفع الطغاة وجنودهم راية الشيطان الأكبر معمر القذافي وأبنائه وعلى رأسهم سيف الجاهلية الذي هو نبت شيطاني من جسد شيطاني .. معمّر القذافي الذي قال عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم في يوم من الأيام بأنه " ساعي بريد " جاء ليوصل الرسالة فقط بازدراء وتهكم على سيد البشر وإمام المرسلين في كفر واضح، والذي دعا يوماً من الأيام للحج إلى القدس بدلاً من الحج إلى بيت الله الحرام، وغيرها الكثير والكثير من الأقوال والأفعال التي يستحق عليها أن يقتل وأن يكون عظة لغيره لا أن يكون رئيساً يقود الملايين ويؤلّف الكتب التافهة ويفرضها قسراً على الناس، فحريّ بهذه الشخصيّات أن تُهمل وأن تُهمّش لا أن تُحترم وتُوقّّر. وليس ببعيد عنه ذلك النظام البعثي الفاجر المستبد على أرض سوريا ذلك الديكتاتور المجرم بشار الأسد الذي لايزال يرتكب المجازر تلو المجازر تحت سمع وأنظار العالم العربي دون أن يتحركوا لنجدة إخوانهم هناك، فوالله إنها لمهانة أن يستصرخ إخوانٌ لنا في الدين والعروبة ولا نستجيب لهم، بل ويتفرّج القادة العرب على ذلك في صمت تام وردود أفعال ركيكة ضعيفة، وأجزم فعلاً بأن مقولة " نرفض التدخل في شؤون الدول " هي من صنع الاستعمار الذي أراد لنا أن نتفرج عندما يقتل شعب لنا شقيق في الجوار بحجة أن هناك قوانين وأعرافا دولية يجب أن تُحترم، في حين أن ذات القوانين والأعراف الدولية تداس يمنة ويسرة من جميع دول العالم باستثناء عالم الجبناء في العالم العربي والإسلامي الذي طأطأ رأسه حتى أصبح في وضع السجود لغير الله بكل ذُلٍ ومهانة في حين أن الآخرون بما فيهم الدول الثماني الكبرى تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية فهي أول من ينتهك حقوق الإنسان وأول من يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فحريّ بنا أن نرفع رأسنا من جديد وننصر إخواننا في كل مكان حتى وإن لم يستنجدونا، فالصوت والصورة تغنيان عن الطلب، والأخبار تصلنا في كل ثانية عمّا يحدث في كل أرجاء العالم، ولا أعلم ماذا حلّ بالعالم العربي عندما تمكّن الخوف منهم فأصبحوا لا يجرؤون على إجبار حاكم منهم على التنحي أو ردعه عن قتل شعبه، ونحن لا نتكلم هنا عن إيران وما فعلته بأهل السنة وعلمائهم من قتل وإعدامات بالجملة دون أن ينهرها أحد وكأن أهل السنة هناك لا يمتّون إلينا بصلة في الدين، فإذا كان هذا الحال مع إيران لأقنعنا أنفسنا بأن إيران قوّة عسكرية تفوق دول الخليج مجتمعة على الرغم من عدم اقتناعنا بتلك الأعذار الواهية ولكننا نسوقها من باب التبرير مثلاً، ولكن ماذا نقول مع سوريا وما يفعله هذا الطاغية المتجبر المتكبر في أهلنا هناك ؟ أليس لنا حول ولا قوّة في ذلك أيضاً ؟ أم أن أهل الخليج " فالحون " في إعمار سوريا وشراء المصايف هناك كيف يستمتعوا بالأجواء الباردة هناك دون أن يهتموا للجحيم الذي يذيقه هذا الطاغوت لشعبه الآن. إن ماحدث في ليبيا حدث بشكل أكبر في سوريا من شرك أكبر بالله تعالى، ففي حين وجدنا بعض كتائب القذافي يسجدون لصور القذافي، وجدنا جنود نمرود سوريا يجبرون الناس على الكفر بقول " لا إله إلا بشّار " ويعذّبون الناس حتى يكفروا بربّهم حتى كتب أحد أنصار هذا الطاغية في صفحته على الفيسبوك تحريفاً للقرآن قائلاً ( قل هو بشار الأسد ، بشار الصمد ) حقّاً لقد جاء المشركون الجدد ليقدّسوا الطواغيت ويعبدونهم من دون الله، ويجبروا الناس على أن يكفروا بربّهم وأن يشركوا بالله، فأي شيء بعد ذلك ننتظر حتى نتدخل لتحرير أرض الاسلام من هذا الشرك الأكبر .. ومن هؤلاء المشركون الجدد في كل زمان ومكان.