26 أكتوبر 2025

تسجيل

شارة ٢٠٢٢

25 يوليو 2018

إن الوقوف في مصاف الكبار، ومزاحمة الصفوف الأولى مع العظماء لا تأتي وأنت مع الكسالى وفي صفوف الحمقى وعلى موائد التنابل، بل تأتى وأنت شامخ القامة، عالى الهامة، بعيد النظرة، حدودك أفق السماء، وطموحك منازل الفضاء، وعيونك نحو الثريا، تأتى بجهد النهار وسهر الليل على مهمات الأمور، لا ترضى بالدون، ولا تشتغل بسفاسف القشور. تأتى حين تتويج اللحظة المهمة في حياة الأمة، حين تسليم شارة مونديال ٢٠٢٢ بيد صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثانى في قصر الكرملين في روسيا العظمى، من يد زعيم من زعماء العالم، هذه اللحظة التى اثلجت صدورا وبالمقابل أغاظت صدورا، أبردت أعصابا وأفرحت أحبابا وبالمقابل زلزلت كيانات، وهددت عروشا كانت ترمق النظرة الحقودة من عيون الآخرين لإفساد هذه اللحظة العظيمة. نعم دمت سالمة عربية يا قطر، فلقد اثلجت صدورنا وأفرحت قلوبنا وأنت أول يد عربية تسلمت شارة مونديال العالم، نعم دمت سالمة يا قطر وقد ادرتِ بوصلة العالم إليك لتقولى لهم أنا هنا فانظروا إليّ من أكون، هلموا إلى دارى وفي ضيافتى لتعلموا من أنا وأى مجد حققته لاصل إلى هذه اللحظة التى عجزت دول وقامات عالية أن تصل إليها، ولكن وصلتُ إليها أنا بجهدى وتعبى وسهر ابنائي، ولكل مجتهد نصيب وهذا نصيب النجاح التتويج، وهذه سنة الحياة تعطيك على قدر ما تعطيها، ان اعطيتها خيراً اعطتك مثله، وإن اعطيتها شراً اعطتك مثله، وإن رضيت أن تكون فيها من الدون تخلت عنك وتركت وراء ظهرها تنبح مع شراذم الكلاب. نعم انه فخر لقطر ولكل قطرى وكل عربى ومسلم أن يفخر بهذه الإنجاز وهذا النصر، والانتصارهو لذة العظماء العارفين بطعم النصر والمجد، وحلاوة النصر تمحو مرارة الصبر، وإتقان العمل يذهب مشقته. نعم أنت جديرة بذلك النصر يا قطر فلا تغتمى ولا تهتمى بنقد الآخرين لأن نقد الناس يعنى انك فعلت شيئاً يستحق الذكر وانك فقتيهم علماً وفهماً ومالاً، وانك رقم صعب لا يستطيعون تجاوزه، لذا لو اشتغلنا بكل ناقد هدّام وسمعنا لكل نابح خدّاع لما تقدمنا خطوة واحدة ولما حققنا هذا الإنجاز التاريخي، وكما قيل: قالت البعوضة للنخلة: تماسكى فإنى أريد أن أطير، قالت النخلة: والله ما شعرتُ بك حين هبطتِ على فكيف أشعر بك حين تطيري! لذا شكراً لك قطر على كل ما حققت وانجزت، وشكراً للحلم والحكمة التى تتحلين بها، وعلى ركازة الفكر، ورجاحة العقل. وأخيراً ألف مبروك لك يا قطر ولكل مواطن ومقيم على أرضك المباركة ولكل عربى على هذا الإنجاز العظيم، والشكر موصول للقائمين على اللجنة العليا للمشاريع والإرث الذين عملوا بجهد وإخلاص للوصول للحظة التتويج. ودمتِ سالمة يا قطر.