16 سبتمبر 2025
تسجيلفي المعارك الشرسة الدائرة حالياً في محوري الفلوجة والأنبار، قدمت فصائل الحشد الشعبي خسائر مهولة بلغت الآلاف من العناصر البشرية وبما شكل صدمة حقيقية في مدن الجنوب العراقي وعشائرها خصوصاً التي ينحدر منها غالبية عناصر ذلك الحشد!، إذ أعلنت عشائر محافظة بابل عن رفضها لإرسال شبابها لميادين القتال بسبب الخسائر المروعة!! وكانت الصدمة مضاعفة لدى قيادة فيلق بدر المرتبط أساسا وتنظيميا وعقائديا بفيلق القدس للحرس الثوري الإيراني والذي يقوده رجل إيران الأول في العراق هادي العامري الذي تحول لجنرال الجنرالات في العراق الراهن! لقد تعهد المارشال هادي العامري بأن يمحو مدينة الفلوجة من الوجود وكذلك فعل نائبه أبو مهدي المهندس ووعدوا جماهيرهم بأن صلاة عيد الفطر ستكون في الفلوجة!! وهو الأمر الذي لم يتحقق؟!!، بل إن ما تحقق فعلاً هو تقديم خسائر بشرية لم تكن متوقعة أبدا جعلت الشارع في الجنوب العراقي يغلي ودفعت بشيوخ العشائر للإحتجاج على حجم الخسائر المهولة، مع ما يعني ذلك من نكسة لجماهيرية التنظيم ولوجوده أيضاً، وهو ما عبر عنه هادي العامري بنفسه عبر تصريحات عدوانية وساخطة على السياسيين العراقيين وعلى العملية السياسية برمتها في ضوء تصريحات ساخنة ومتوعدة وخطيرة لعناصر قيادية في تنظيم بدر باتت تتحدث علنا ودون مواربة عن نيتها الإنقلاب على العملية السياسية بعد الإنتهاء من معركة الفلوجة والأنبار.. وهو ما يعني ضمنياً افتضاح وانكشاف نوايا وخطط مستقبلية للسيطرة على العراق كجزء مهم ومركزي وفاعل من الاستحقاقات الميدانية التي يرى قادة الحشد الشعبي أنهم يستحقونها لكونهم كما يعتقدون العنصر الحاسم في الحفاظ على النظام السياسي القائم في العراق؟ ، ولم تصدر التصريحات التهديدية من طرف العامري بل إن عنصراً طائفياً آخر مرتبطاً بإيران وهو (قيس الخزعلي) قائد عصابة العصائب قد أشار أيضا لذلك المشروع الإنقلابي بعبارات صريحة لا تقبل التأويل!، وجميعها إشارات واضحة تؤشر على برنامج انقلابي ميليشياوي من صناعة وبرمجة وتخطيط الحرس الثوري الإيراني يجري الإعداد له فيما لوضمنت الميليشيات السيطرة التامة على المدن العراقية الخاضعة لسطوة المعارضة المسلحة أو تنظيم الدولة. فقد أشار الخزعلي صراحة أنه لا أحد بإمكانه الوقوف بوجه إرادة الشعب من أجل تغيير العملية السياسية؟ وهذا الكلام تحريض صريح ودعوة للإنقلاب في ظل الأزمة الوجودية الخانقة التي تعانيها الجماعات الطائفية المسلحة المنخرطة في برنامج فوضوي كبير جدا في العراق هدفه النهائي إلغاء الدولة وتقسيم البلد نهائيا أو محاولة فرض تطهير طائفي عدواني، ضمن مشروع إمبراطورية الولي الفقيه. لقد علمتنا تجارب التاريخ ودروس الحروب الأهلية عبر التاريخ من أن الجماعات المسلحة لا ترمي السلاح بعد إنتهاء الأزمة بل تحاول فرض رؤاها ومصادرة السلطة والقرار وهذا ما يحصل حرفياً في العراق. العدمية والخرافة في العراق تحولت لحزب سياسي طاغ، والجماعات التي تقودها قيادات فارغة ومفلسة فكريا وسلوكيا تحولت لتكون المهيمنة على الشارع العراقي في ظل فوضى عراقية لا مثيل لها في التاريخ الحديث، فالحكومة هي اليوم حكومات!!، والتصريحات المتناقضة باتت سمة الموقف؟ والتضامن الحكومي مفقود!!، والكل يغني على ليلاه! ، فوزارة الداخلية مثلاً لاعلاقة لها بتوجهات وزارة الخارجية، ونائب الرئيس نوري المالكي مثلاً يطلق التصريحات النارية ضد السعودية ودول الخليج بينما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يرسلان باقات الورود لدول الجوار.. إنها الفوضى الشاملة التي ينفذ من خلالها قادة المشروع الإنقلابي الطائفي الإيراني الذين يستغلون حجم التبرم في الشارع العراقي ويركبون عربة الفشل من أجل فرض نموذجهم السلطوي الفاشي... فهل ستقلب ميليشيات الحشد الطاولة على رؤوس العراقيين؟