11 سبتمبر 2025
تسجيللا تبدو الولايات المتحدة الأمريكية جادة في عملية السلام والوصول بطموح الدولة الفلسطينية إلى النهاية الطبيعية والمنطقية التي تتوافق مع مقتضيات الواقع، ذلك مفهوم لسبب بسيط وهو أن هناك أكثر من جهة وإدارة تتحكم في الملفات السياسية الدولية، فقد تتحدث الإدارة بلسان والكونجرس والبنتاغون وبقية الأجهزة الفيدرالية والمنظمات المدنية بعدة ألسنة أخرى، وفي النهاية تضيع القضايا وتتأخر ولا تتقدم إلا بتقارب المصالح المشتركة. مؤخرا قال السناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين إنه يجب على الكونغرس الأمريكي إعادة النظر في تمويل الأمم المتحدة إذا ما وافق مجلس الأمن على قرار بشأن الدولة الفلسطينية، وأضاف في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" على قناة (سي إن إن) التلفزيونية الإخبارية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب حتى ألا يفكر في مثل هذا القرار. هنا تزداد القضية تعقيداً ويصبح حل الدولتين مثل سراب لا نتبين منه محطة وصول إلى تلك الدولة النظرية، ووفقا لذلك فإن التفاوض يصبح عملا عبثيا وغير ذي جدوى، لأنه لا يمكن لطرف يجتهد في النقاش وإثبات حقوقه وأحقيته بدولة، وطرف آخر لا يؤمن ولا يرسخ في ضميره وعقله أن يمنحك هذه الدولة وإنما يطيل التفاوض والجلسات بصورة تمزق القضية وتؤزمها وتعبث بها وفي النهاية يقبض الفلسطينيون والعرب الريح. من المهم أن ترتفع الإدارة الأمريكية إلى مستوى المسؤولية الإنسانية والأخلاقية وتوقف هذا السلوك الشائن الذي يقدم للعالم صورة مهزوزة ومأساوية لدولة غير محايدة مطلقا في عملية تؤثر سلبياً على مجمل الأمن في المنطقة والعالم، وبذلك يمكن أن نفسر كثيراً من الأحداث الإرهابية ونمو التطرف في كل العالم لأن أمريكا تقدم سلوكا سياسيا جدليا وغير منصف فيما تريد السيطرة على كل شيء، وذلك غير منطقي وليس مجديا ويضر بأي فرص لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم. لا بد أن تراجع الولايات المتحدة الأمريكية سلوكها وتضبط تصريحاتها، لأن ما يحدث هو كل المشكلة وليس جزءا من أي حلول، وبالتالي نحملها تلقائيا تداعيات ذلك من إرهاب وإجرام بحق الشعوب ونشر الثقافة الإرهابية التي تبحث عن رد الظلم بصور عدائية عنيفة تستهدف كل أمريكي وغربي ومصالح أمريكا حول العالم، وتزيد على ذلك بتواجد عسكري يصبح مستفزا وهدفا للإرهاب.