11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تحمي غزة من الاغتيال السياسي

25 يوليو 2014

يحاول الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع عبد الفتاح السيسي ونظامه الانقلابي الإجهاز على المقاومة الفلسطينية، كل على طريقته، ففي الوقت الذي يحاول فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي مسح غزة عن الوجود ويقذف عليها 3 ملايين كيلو جرام من المتفجرات، ويهدم مدنا على أهلها مثل الشجاعية وخزاعة، ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويغرق غزة في الدم، يقوم نظام السيسي الانقلابي بذبح الشعب الفلسطيني سياسيا عبر إطلاق "مبادرة" تساوي بين الكيان الإسرائيلي وممارساته الإجرامية الإرهابية وبين المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن شعبها، أي أن السيسي يساوي بين القاتل والضحية، وهو بذلك يسدد بعضا من الفواتير المستحقة عليه لصالح الكيان الإسرائيلي واللوبي اليهودي الذي ساند انقلابه وروج له ودافع عنه في أوروبا وأمريكا.الحقيقة أن الموقف العربي الرسمي كله كان إما مساند وداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة، إما بالدعم الفعلي والتحريض، بل وعرض تمويل العدوان لاستئصال غزة، أو بالصمت، مما يعبر عن الرضا بالطبع.وكان الاستثناء لهذا الإجماع الرسمي العربي المعادي لفلسطين والفلسطينيين هما تونس، التي اتخذت موقفا ضعيفا لا يتناسب مع بلد ولدت فيه الثورة العربية الحديثة، وقطر التي تبنت الحالة الفلسطينية بالكامل، سياسيا وإعلاميا، مما جعل من قطر محورا وقبلة لأي ترتيبات لوقف العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة.هذا الدور القطري تصادم مع رغبة بعض الأطراف العربية، وخاصة في مصر السيسي، التي ترغب بإنهاء المقاومة الفلسطينية والتخلص من حماس مرة واحدة وإلى الأبد، وهو ما كشفت عن الصحافة الإسرائيلية، التي كتبت أن السيسي ليس متحمسا لوقف إطلاق النار وأنه ليس على عجلة من أمره، مما دفع بعض المعلقين الإسرائيليين للقول، إننا نخوض حرب السيسي في غزة.وهذا ما يفسر بنود ما سمي "مبادرة مصرية" في الحقيقة لم تكن أكثر من مبادرة إسرائيلية اشترك بطبخها محمود عباس ميرزا والصهيوني العتيق توني بلير وضباط المخابرات الإسرائيلية، مع وسمها بأنها "مصرية" لحشر المقاومة الفلسطينية في الزاوية وإحراجها أمام العالم، ووسمها بأنها المعتدية، وهذا ما دفع كتائب عز الدين القسام إلى وصفها بمبادرة الاستسلام والخنوع وأنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، وهو ما عبرت عنه القيادة السياسية لحركة حماس والجهاد والجبهة الشعبية وكل الفصائل الأخرى، لأنها رأت فيها وصفة للإجهاز على المقاومة الفلسطينية.في مواجهة هذه المبادرة "الإسرائيلية- المصرية" طرحت المقاومة الفلسطينية مبادرة تشتمل على وقف فوري وشامل لإطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزّة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في الحملة الأخيرة على الضفة الغربية، وسلمتها إلى قطر التي سلّمتها بدورها إلى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري. وهي مبادرة تحظى برعاية ومباركة قطرية وتركية.هذا الاختراق السياسي للمقاومة الفلسطينية وتبنيه من قبل قطر أثار غضب الكيان الإسرائيلي ونظام السيسي الانقلاب، اللذين حرصا على أن تكون مبادرة الخنوع المصرية هي البوابة الوحيدة للتعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة، واتفقت القاهرة وتل أبيب على إعلان الحرب على التحركات القطرية إلى حد وصف قطر بأنها "تمول الإرهاب في واضحة النهار"، كما قال شمعون بيريز الذي يرأس كيانا إرهابيا لا يتقن إلا القتل وارتكاب المذابح والمجازر، فقد ارتكب هذا الكيان الإرهابي الذي يرأسه بيريز أكثر من 500 مذبحة، آخرها الشجاعية وخزاعة في غزة، وكذلك الاتهامات التي استخدمها حارس الملهى الليلي السابق ووزير خارجية الكيان الإسرائيلي حاليا افيغدور ليبرمان، وذهبت وزيرة الخارجية السابقة لهذا الكيان تسيبي ليفني إلى رفض أي دور قطري، وإبقاء الملف حصرا بيد الانقلابي السيسي.هذه الحملة الإسرائيلية واكبتها حملة من الإعلام المصري والإماراتي ضد قطر، صبت في الطاحونة الإسرائيلية، إلا أن الرياح سارت بما لا يشتهون وتحولت الدوحة إلى قبلة لأمريكا وأوروبا للبحث عن حل.قطر لم تبحث عن دور، لكنها تقف في الضفة الصحيحة من التاريخ، وتقف مع الحق الفلسطيني وحق المظلومين، ولهذا ساندت الربيع العربي وحق العرب بالعيش بحرية وكرامة، ولهذا تدعم دفع الظلم على الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع الظلم. تحمي مقاومتهم من التصفية والاغتيال السياسي.قطر كانت وستبقى منارة للعرب والعروبة والإسلام، والمدافع الأقوى عن حق الأمة العربية، لأن يكون لها مكان مرموق بين الأمم، ومكانة بارزة تحت الشمس.