12 سبتمبر 2025
تسجيلصيف ساخن ورمضان ملتهب تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب الضغط الإسرائيلي من خلال سلسلة من الأعمال العدوانية في إطار رد فعل غير أخلاقي على حادثة مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تحمّل كل فلسطيني جريمة مقتلهم، فاستباحت بذلك البيوت والزروع والمصانع والمقدسات، في تأكيد على بربرية ووحشية العدو الصهيوني الذي اعتاد هذه الممارسات لو تم خدش مستوطن عشوائي بادر إلى الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم. دولة إسرائيل ترى أن اليهودي له قدسية وكرامة تفوق الفلسطيني العربي، ونحن هنا أمام مفارقة أخلاقية وإنسانية تفسر كل هذا الهياج والسعار حول جريمة لا تساوي وزنا أمام الجرائم التي يرتكبها العدو المحتل والمستوطنون الرعاع بصورة يومية، في جرائم لا تتفق مطلقا مع معايير وحقوق الإنسان والأخلاق البشرية السوية، ويمكن تصور أي انتهاك أو فعل إجرامي يقوم به هؤلاء في حق الفلسطينيين الذين يطلب منهم ألا يتعاملوا بالمثل أو يثأروا لكرامتهم الإنسانية.بسبب مقتل هؤلاء الثلاثة دفع جيش الاحتلال بدبابات وعربات مدرعة إلى محيط قطاع غزة مؤخرا تحسبا لاحتمال تصعيد الأوضاع الأمنية بعد إطلاق صواريخ بدائية تزعم إسرائيل أنها تهدد أمنها الوطني وتجعلها كصواريخ بالستية عابرة للقارات وتتعامل معها على هذا الأساس، وذلك في الواقع قفز وإنكار للسبب أو الأسباب الرئيسية لإطلاقها.لم تكن إسرائيل يوما أخلاقية في تعاملها مع العرب أو الفلسطينيين، وبالتالي فإن نهجها العدائي سيظل مبررا بأي رد فعل فلسطيني ويمارس مقابله أقصى عمليات الهمجية والوحشية، ودليل ذلك اعتقال أكثر من خمسمائة فلسطيني خلال المداهمات الشاملة والواسعة للبيوت الفلسطينية عقب اختفاء المستوطنين المقتولين، وانتهاء بقتل الطفل أبوخضير الذي ووجه باستنكار دولي نادر، وأخيرا الهجمات الجوية والصاروخية على غزة بصورة عشوائية تريد الدولة الإسرائيلية أن تثبت من خلالها أن لها اليد الطولى على الأبرياء والعزل والمستضعفين في هذه الرقعة الجغرافية المتواضعة مساحة وتنمية وسكانا.الإفراط في استخدام القوة عمل بربري وهمجي لا يليق بدلو تزعم بحضريتها، وإنما هي الوحشية والارتداد الأخلاقي الذي يتطلب من المجتمع الدولي حسمه وإيقافه، فليست كل جريمة فردية يمكن أن يعاقب عليها شعب أعزل بكامله ذلك لا يتفق مع معايير حقوق الإنسان وأدبيات وتوجهات الأمم المتحدة، وإن لم تتوقف إسرائيل عن ذلك فإنها تتسبب في إضعاف المجتمع الدولي بأسره لأن هناك من لا يزال يدعمها على حساب نفسه وأخلاقياته وقوة المؤسسات الدولية.