15 سبتمبر 2025

تسجيل

بكاء رسول الله والصحابة

25 يوليو 2014

مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بديار ثمود وهو ذاهب إلى تبوك وقد سبقه أصحابه إليها فدخلوها وسقوا الخيل وعجنوا العجين فجاءهم وقد قنَّع رأسه وأسرع بدابته وأمرهم بالخروج من تلك الديار. وقال لهم : لا تدخلوا بيوت المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم . وفي حديث أنس : إن أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول – يعني مجرى الأنهار – حتى تنقطع الدموع فتسيلُ الدماء فتُقرحَ العيون – أى تتحول عيونهم قُرحةً – رواه أبويعلى . وقال : ( إنَّ هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا قتباكوا . بشر رسول الله من بكى من خشية ربه ببشارات الرضوان. فقال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله ، فذكر منهم : (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ). أى ذكر ذنوبه وخوفه من الله فبكى رجاءً وطلباً للرحمة . وقال : عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله. وقال ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعودَ اللبنُ في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم . يقول ابن مسعود : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إقرأ علىّ القرآن ! فقال : أقرأُ عليك ، وعليك أُنزل . قال صلى الله عليه وسلم : إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأ من سورة النساء حتى وصل قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال : حسبك ، فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان . وكان عليه الصلاة والسلام إذا قرأ القرآن يُسمع لصدره أزيزٌ كأزيز القدر من الغليان . وهو يبكي . وبكى أبوبكر ذات مرة وأبكى من حوله ،عندما أراد أن يشرب شيئاً فلما رفع القدح على فيه بكى ، فلما سألوه قال :سمعت رسول الله يقول : إليكِ عني إليك عني . فقلت: مَنْ تخاطب ؟ فقال : هذه الدنيا تمثلت لي ، فقلت لها : إليك عني . فقلت : إنْ نجوتَ مني فلن ينجوَ مني مَنْ بعدك. فخشيت من هذا . وكان في وجه عمر رضى الله عنه : خطان أسودان من كثرة جرى الدمع على خديه . وبكى محمد بن المنكدر ذات ليلة حتى أقلق أهله حتى ارتبط لسانه فدعو صديقه أبا حازم فلما دخل وسأله قال : تلوتُ قول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) فبكى أبوحازم فعاد محمد بن المنكدر يبكي .فقال له أهل البيت : جئنا بك لتخفف عنه فزدته .وبكى الربيع بن خيثم فنادته أمه : يا بنىّ لعلك قتلت قتيلا ؟ فقال :نعم .قتلت قتيلا . فقالت : ومن هذا القتيل لنذهب إلى أهله ونتحمل ديته فيعفون عنك ، لأنهم والله لو علموا ما تلقى من البكاء والسهر لرحموك . فقال الربيع : يا أمي هى نفسي . يعني قتل نفسه التي بين جنبيه .