13 سبتمبر 2025

تسجيل

صيف خليجي هو الأسخن!!؟

25 يونيو 2016

منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، ومنطقة الخليج العربي تعيش على كف عفريت!، فهذه المنطقة الحيوية من العالم التي هي موضع لصراع قوى كبرى وإقليمية متشابكة ظلت على الدوام تحت خط النار!، وفي سباق لا ينتهي وتصارع على الأجندات والأهداف المختلفة والمتصارعة!، وفيها وحولها استنزفت قدرات وطاقات وأزهقت أرواح، وحيث ظلت سيناريوهات التهديد والحرب والموت والدمار والتشظي هي السائدة، ففي خلال ثلاثة عقود عانت المنطقة من ويلات وتداعيات ثلاثة حروب كبرى، رسمت بعدها لوحات سريالية لشرق قديم ولخليج اختلفت صورته عن كل التصورات التفاؤلية التي كانت مطروحة ومتأملة، وفي ظل الانهيار المستمر في الوضع العراقي وتصاعد رياح الحرب الطائفية التي وصلت لأبعاد وآفاق غير مسبوقة ولم تعد آثارها وتداعياتها الرثة مقتصرة على العراق فقط، فإن تهديدات وتحديات أخرى قد برزت في الأفق الإقليمي الملبد بغيوم سوداء مكفهرة، فنداءات الطائفية الكريهة قد وجدت لها أصداء في الإقليم الخليجي وحيث تصرفت بعض الدول تصرفات سيادية لحماية أمنها الوطني وفق قراءتها الموضوعية والسيادية التي تدخل ضمن نطاق إدارة ملفات وأوراق الصراع الداخلي، مما أفرز بالتالي مخاطر لتدخلات دول إقليمية في ملفات داخلية لا ينبغي لها التدخل بها أصلا، وفي تجاوز فظ لأسس الجوار ولمبادئ القانون الدولي، وللتاريخ والمصالح المشتركة التي تربط دول الإقليم بصرف النظر عن الاختلاف في وجهات النظر، لقد صدرت تصريحات وتهديدات من جانب المؤسسات الأمنية والعسكرية في الدولة الإيرانية ترفع رايات الثأر وتهدد بإغراق المنطقة بالدماء، وتتوعد دول المنطقة بسيناريوهات خراب وتدمير ومصائب ليست شعوب المنطقة بحاجة لها أبدا، فما صدر عن قائد فيلق القدس فرع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني السردار قاسم سليماني من تهديدات مباشرة ضد مملكة البحرين، يضاف لملف حافل بالتهديدات ضد السعودية وبقية دول الخليج، إنما يعبر عن تكريس للفوضى في نظام يسعى جاهدا للتفاهم مع العالم، ويحاول رفع العقوبات الدولية والاندماج في المجتمع الدولي، بينما يمارس قادته عربدة هي أقرب للبلطجة ضد شعوب لأعداء لها مع الشعب الإيراني، وأنظمة تدعو للحوار والتفاهم والبناء بينما يدعون هم للانقلاب والفوضى والتدمير الشامل، وطبعا فإن سليماني لا يغرد وحده، بل أشرك في التهديدات جوقة الميليشيات الطائفية العاملة معه والمؤتمرة بأوامر قيادة الحرس الثوري، فالنظام الإيراني لا يدير المعركة في المنطقة مباشرة من خلال الحرس أو الجيش الإيراني بل من خلال احتياطياته المضمومة من الحشود الطائفية التي أطلقت عبر قياداتها غير المسؤولة والميليشياوية تصريحات عدائية ضد دول المنطقة، كان أبرزها تصريح الإرهابي قيس الخزعلي زعيم عصابة العصائب الطائفية الذي دعا علنا لفتح أبواب التطوع للشباب العراقي لاجتياح مملكة البحرين!!، ثم أعقبه تصريح ناري آخر لنائب القائد العام للحشد الإرهابي أبو مهدي المهندس الذي عاود تهديداته لدول الخليج!، أما وزارة الخارجية العراقية التي يقودها إبراهيم الجعفري فموقفها العدواني من المسألة البحرينية معروف وموثق وشاخص! وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام حول نوايا الحكومة العراقية المستقبلية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، فالميليشيات العراقية متورطة ميدانيا في العمق السوري، وهي تمتلك قدرات عسكرية خارج سيطرة وإرادة وتوجيه الحكومة العراقية الحائرة والتائهة بل والضائعة في تداول وإدارة الأزمات الداخلية المتفاعلة، خصوصا بعد الفظائع والانتهاكات التي حدثت خلال معركة الفلوجة وحملات الانتقام والتشفي الطائفي التي أضحت فضيحة دولية وتناقلت فظائعها منظمات حقوق الإنسان الدولية فيما تبدو الحكومة العراقية تعيش في واد آخر وتتحدث عن حقوق الإنسان في البحرين!!.. لاشك أن الخليج العربي يعيش اليوم أصعب لحظات التحدي والتحول وسط صراعات انفجارية من الصعب السيطرة عليها فيما لو أفلت الزمام!، صيف هو الأسخن فعلا في مسيرة منطقة كانت منذ عقود الأسخن في العالم فعلا!!.. كل الاحتمالات مطروحة، كما أن كل الخيارات ممكنة، فانفلات جنون الحقد سيكون كارثيا لا سمح الله.