31 أكتوبر 2025

تسجيل

الرحمة بالتخفيف عن الناس

25 يونيو 2016

إن الرحمة خلق من أخلاق المسلم وهي صفاء النفس وطهارة الروح والمسلم بمعاملتهالحسنة مع الناس وابتعاده عن الشر، هو دائما في نفس طيبة وروح طاهرة فالرحمة لا تفارق قلبه ،وهدي الإسلام يدعو الناس إلى كل خير لما فيه من صلاح حياتهم الدنيا وسعادتهم في الآخرة وإننا في هذا الشهر العظيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فرض الله علينا صيامه وأمرنا أن نكثر فيه من الطاعات ،فهو يدربنا على الصبر والذي يجب علينا جميعا أن نتواصى به والنصح له والحرص على تقوى الله في جميعالأمور، فالرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة والمسلم رحيم القلب يغيثالملهوف ويصنع المعروف ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى فيحسن إليهم ويدخل السرور على الناس جميعهم وصدق من قال، ارحم بني جمـيــع الخـلـق كلـهـم وانظر إليهــم بعين اللطف والشفقة ،وقـر كبيـرهم وارحم صغيـرهــم، ثم ارع في كل خلق حق من خلـقه، نحن دائما نردد في أول أعمالنا بسم الله الرحمن الرحيم، فالرحمة والشفقة من أبرز أخلاق المسلمين وتعتبر من صفاتهم وأخلاقهم التي يتسمون بها عن غيرهم رحماء بينهم فالرحمة تكون في جميع وجهات الحياة اليومية ونحتاج إليه في الحياة لكي نعيش بهدوء وعقلانية وحياة خالية من المشاكل ،والرحمة تتعلق بالإيمان لذلك ينال المرء عليها الأجر والثواب، فمن غمر قلبه الإيمان تزين بالصبر لأن هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسانا ذا مكانة عالية وعظيمة يتزين بالوقار والاتزان والحكمة ويعطىالإنسان الهيبة واحترام الآخرين له فالصبر صفة من صفات الأنبياء.فإن الصبر على الناس والرحمة بهم يعد من حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع وهو حبس النفس وقهرها على مكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه و هو عادةالأنبياء والمتقين وحلية أولياء الله المخلصين، وهو من أهم ما نحتاج إليه نحن في هذاالعصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقل معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى ونسيان التراحم فيما بينهم ، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخَوَر، فالحق سبحانه وتعالى فرض عليناالفرائض ليزكي أنفسنا فهذا رمضان الذي أوجب الله علينا صيامه والصيام يدربنا على الصبر وضبط النفس وقوة التحمل والتراحم فيما بيننا ،والمسلم رحيم في كل أموره يعاون أخاه فيما عجز عنه، فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنبه الخطر ويرحم الخادم بأن يحسن إليه ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما، والمسلم يرحم نفسه بأن يحميها مما يضرها فيالدنيا والآخرة فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات، فقد حذر الإسلام من الغلظة والقسوة، وعد الذي لا يرحم الآخرين شقيا، أما المسلم فهو أبعد ما يكون عنالقسوة، وليس من أخلاقه أن يرى الجوعى ولا يطعمهم مع قدرته، أو يرى الملهوف ولا يغيثه وهو قادر، أو يرى اليتيم ولا يعطف عليه، ولا يدخل السرور على نفسه؛ لأنه يعلم أن من يتصف بذلك شقي ومحروم، فالمسلم شخصيته اجتماعية تقف عند أوامر الله تعالى ونواهيه في السلوكيات عامة وكيفية المعاملة مع الناس ،فمن هذاالأصل الكبير من أصول العقيدة الإسلامية تتفرع الأخلاق الاجتماعية التي يتحلى بها المسلم التقي المرهف في سلوكه وعلى هذا الأساس المتين يقيم المسلمالصادق علاقاته الاجتماعية مع الناس، لأن هدي الإسلام الذي تغلغل في كيانه علمه أن الرحمة رأس الفضائل وأساس مكارم الأخلاق.