12 سبتمبر 2025

تسجيل

كن... ولا تكن

25 يونيو 2015

إن رمضان شهر العبادة والصوم والقرآن وفعل الخيرات وترك المنكرات مما يدفع الجميع إلى التنافس في الخير والبعد عن الشر، فكن ممن عصم نفسه عن الهوى ولاتكن من نسى الله فأنساه الله نفسه،فأمة الإسلام تعيش شهر رمضان المبارك بنفوس راضية مطمئنة مما يدفع جميع المسلمين على بقاع المعمورة للحرص على فعل الخيرات وترك المنكرات فكن ممن يحرص على العمل الصالح والتقرب إلى الله تعالى بفعل الخيرات ولاتكن ممن يفعل المنكرات فيخسر أيامه ولياليه، حتى نفوز بما أعده الله لعباده الصائمين من جنة عرضها الأرض والسموات، فديننا الحنيف يرشدنا إلى ان نكون ممن يفعل الخير ويأمرنا به ويبعدنا عن الشر وينهانا عنه فالمسلم كالنخلة يرميها الناس بالحجارة وترميهم بالثمار، فكن إيجابيا تعود على فعل الجميل وحرص عليه وتعدى بجميله وخيره وبره إلى المجتمع فيصلح الله به المجتمع،فإن من أبرز سمات الإيجابية في الشخصية الإسلامية كما يريدها ديننا الحنيف هو دعوتها لكى يتحمل صاحبها المسؤولية ولاتكن ممن يقف من المواقف موقفا سلبيا، فلا يستفيد ولا يفيد غيره ولا ينتفع ولا ينفع من حول ضره أقرب من نفعه،فالمسلم مسئول عن نفسه وعن زوجته وأبنائه وعن مجتمعه ووطنه، لذلك فهو يقف دائما موقفا إيجابيا لا شك إن اكتساب القوة والتحلى بها من علامات الإيجابية.فبالإنسان الصالح يقوى المجتمع ويتعاون أفراده فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فالصائم بحق في رمضان يجب عليه الاهتمام بنفسه ودعوته للخير وزجرها عن الشر فإن روح المبادرة قائدة ودليل إلى النجاح والتفوق، والحياة مليئة بفرص الخير ومجالات التقدم كثيرة ولكن يقل من يتقدم لنيل المبادرة وقصب السبق ونحن متفاوتون في طريقة استقبالنا لمثل هذه الفرص، فكن مبادرا فالمبادرة هى عنوان الفلاح وهى طريق التقدم وسلاح اغتنام الفرص واستثمار الأوقات في العمل الصالح والعبادة ولاتكن كسولا لا مبالى لا تهزه فرص النجاح والفلاح في الطاعة والعبادة،فاحرص على أيام الطاعة واكثر من العمل الصالح واخلص لله تعالى في صيامك وكن ممن يدخل باب الريان،فعن سهل رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) رواه أحمد، لا تكن ممن يترك مكفرات الذنوب فعن أبى هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر) رواه مسلم.لذلك ينبغى أن يكون كل واحد منا عنصرا فعالا في الحياة والمجتمع ومؤثرا نحو الخير إيجابا لا سلبا،فالكثير منا يحتاج إلى من يدفعه إلى الطاعة وإذا لم يجد من يدفعه قعد واستراح، ومنهم من لا يندفع مهما دفعه الدافعون ومهما حثه الغير ويفر أصلا من تحمل مسؤولية نفسه فلا يعمل الخير الواجب عليه فضلا عن أن ينقله للآخرين أو يحث الآخرين عليه أو يدفعهم إليه، فلنحرص على أن نكون أقوياء نؤثر في الغير بالطاعة والعبادة ولا نكون ضعفاء نحتاج إلى الغير، فكن كالقطار يحمل الناس ولا تكن محمولا وبدلا من أن تحتاج إلى من يدفعك كن مستقيما نشيطا تدفع غيرك وتصلح غيرك، ولاتكن ممن يتكل على غيره،فإذا كان كل واحد سيقول ما الفائدة فلن نستطيع أن نفعل شيئا وعندئذ يزداد الشر ويقل الخير، لكن إذا كان كل واحد يتجه إلى نفسه أولا محاسبا لها مزكيا مطهرا مصلحا، ثم يلتفت إلى من حوله فيدعو إلى الخير والإصلاح، ثم يلتقى مع إخوانه الشباب والرجال الذين صلحت قلوبهم واستقامت سلوكياتهم فيضع يديه بأيديهم فيتم البناء فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.فالبشر تواقون إلى النجاح والفلاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية ولكن النجاح الدائم حلم صعب المنال يحتاج لقوة العزيمة والإرادة الصادقة التى تجعل من الطاعة طريق للفلاح والفوز بجنة عرضها الأرض والسموات،فللنجاح طريق واحد وللإخفاق أبواب عدة فهل أيقن كل مخطئ أن يملأ نفسه بقوة العزيمة وتحويل المعصية إلى طاعة فالقوى هو من زجر نفسه عن المعاصى وعلم أن يكون مطيعا لربه ولا يكون عاصيا فيخسر الدنيا والأخرة.