14 ديسمبر 2025
تسجيلوقت الإنسان هو عمره الذي كتبه الله له، والذي يتوقف عليه مصيره يوم القيامة فإن استغله في الطاعة وعمل الصالحات واستعد للقاء ربه فقد فاز ونجح، وأن ضيعه وغفل عنه فصرفه فيما لا يرضاه الله فقد خاب وخسر يقول الله تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر...) قال العلماء: أقسم الله بالعصر وهو الوقت ليلفت انتباه الإنسان إلى ضرورة استغلال وقته بملئه بالصالحات والطاعات والقربات فالعافية في الوقت أن تعرف أن وقتك هو عمرك الذي أعطاك الله إياه، فإذا منَّ الله عليك فاستقر في يقينك أن وقتك هو العمر الذي تعيشه ثم تموت وتعرض على ربك فسوف تشغله بالعمل الصالح، ومسابقة الصالحات والعمل للآخرة لأنك مكافئ أو مجازٍ بما شغلت به وقتك، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه...). العافية في الوقت: أن تهتمَّ بعمل الصالحات لتثقٍّلَ الموازين به ولكي يرحمك الله تعالى أو تتهيأ لرحمته، فلن يرحم الله إلا من كان مطيعاً له هاجراً لمعصيته، وإلا فإن عمل الإنسان المسلم لن يدْ خله الجنة حتى يرحمه الله، لئن الجنة أغلى من أن يدركها المرء بعمله ولو كان نبياً مرسلا. يقول رسول الله: الا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.ويقول رسول الله: لن يُدْخِل أحدَكم عمَلُه الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته. ولأن الاشتغال بعمل الصالحات يورث دخول الجنة كما ثبت الخبر عن رسول الله وهو يبشر أبا بكر الصديق: أخرج مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أصبح منكم اليوم صائمًا؟!"، قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن تبع منكم جنازة؟!"، قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟!"، قال أبو بكر: أنا. قال:"فمن عاد اليوم مريضًا؟!"، قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".العافية في الوقت أن يبارك الله لك في عمرك ووقتك فيكون إنتاجك كبيراً وبناؤك رصيناً فتبني وتنتج وتنفع وتفيد في وقت قليل لولا البركة لاحتاج هذا الإنتاج إلى وقت كبير، يقول رسول الله (اللهم بارك لأمتي في بكورها) أي اجعل بركة لها في أوقاتها، فقد بارك الله تعالى للأمة فهي تعمل القليل وتثاب عليه الكثير من الأجر والثوابالعافية في الوقت أن تعمل عملاً كبيراً يبقى بعد عينك، يجري لك ثوابه وأجره العافية في الوقت أن تسلم وتنجو من خداع النفس التي تزين لصاحبها الدعة والكسل وتأخير العمل ولهذا وصف رسول الله حال كثير من الناس بأنهم مخدوعون في النعم خاصة في نعمتين فقال (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) رواه البخاري فكم من الناس خاصة من الشباب مخدوع في صحته، يحسب أن الصحة دائمة له ولن تزول عنه، فلم يستغلها في الطاعات والصالحات وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، يكسل ويعجز عن صلاة الجماعة أو صلاة التراويح لكنه لا يجد هذا الكسل في جلوسه في المجالس والأندية والتسوق والرحلات، ساعات طويلة وأوقاتاً ممتدة كبيرة، وآخرون يبددون الصحة بالأكل غير الصحي والشرب من المشروبات الضارة وشرب المسكرات واستعمال المخدرات بالإضافة إلى السهر والتدخين والتشييش أما الفراغ فهو عند البعض مبدد مهدور حتى قال القائل: تعال نضيع وقتناً، أو مشغول بما يعود على أصحابه بالخسارة والضرر البالغ.