31 أكتوبر 2025

تسجيل

موطن إبداع نيمار والأسود الأليفة

25 يونيو 2014

خمس وعشرون دقيقة فقط هي التي قاتل فيها منتخب الكاميرون في مباراته الأخيرة في المونديال أمام البرازيل، قبل أن يستسلم لهجمات وضراوة لاعبي البرازيل، وتنتهي آخر مشاركاته بخروج حزين ورباعية أضيفت للأهداف الخمسة السابقة، ليكون مجموع ما تلقته الكاميرون تسعة أهداف في هذا المونديال، والخروج بطريقة مهينة لأحد أضعف المنتخبات الإفريقية في المونديال، وللأسف قد تكون تداعيات ما سبق المشاركة من تأخير في استلام المكافآت والرواتب بالنسبة للاعبي الكاميرون، والاضراب عن السفر للبرازيل لوهلة، هو ما أثر على لاعبي المنتخب الذين لم يقدموا مستواهم المعهود والقوي، وليكون المونديال الأسوأ للأسود التي مثلت قارة أفريقيا سبع مرات في المونديال.أما نيمار البرازيل، فهو يستحق لقب النجم الأوحد والقادم للبرازيل في الفترة القادمة، والذي شاهدنا في مستواه وفنياته بالأمس ما لم نعهده منذ زمن، نيمار كان بالأمس برازيليا قلبا وقالبا وبالإضافة لتسجيل هدفين، فقد أزعج خط دفاع الكاميرون طيلة المباراة ما جعل عمالقة دفاع الكاميرون جسمانيا في النهاية يضطرون لسحبه أو رميه على الأرض للتخلص من إزعاج ومهارة المهاجم الشاب، ولأسف هو تصرف مقيت آخر يحسب على أسود إفريقيا، وهي الأسود التي لم يكن لها أي أنياب أو مخالب في هذا المونديال، عموما يستحق نيمار أن نرى فيه امتدادا للعهد القديم لنجوم السامبا، ويكفي إبداعه في مباراة يوم أمس الأول، التي شهدت بشكل عام تطور منتخب البرازيل عن المباريات السابقة وبشكل فني كبير، وكان واضحا أيضا اعتماد المنتخب بالكامل عليه من خلال تواجده في خط الهجوم والمحاولة دوما لايصال الكرة إليه، وقد يكون في ذلك أيضا إيجابيات لا محدودة أهمها شعور اللاعب بالمسؤولية مما يدفعه لتقديم الأفضل والحرص على ذلك، ولعمري هنا الفارق بين أداء نيمار مع منتخبه وأدائه مع برشلونة، ففي برشلونة الفريق مهيأ لخدمة ميسي في أغلب الأوقات مما قد يقيد من أداء نيمار أحيانا، ومع المنتخب نيمار هو اعتماد بقية اللاعبين في الهجوم، وهنا يكمن موطن إبداع نجم السيلساو.****البرازيل ضد تشيلي وهولندا ضد المكسيك في الدور الثاني، هل هناك مواجهات أقوى وأشرس من هذه في دور الستة عشر في المونديال الحالي، لا أعتقد.