02 نوفمبر 2025
تسجيلنستقبل بعد أيام قليلة ضيفا عزيزا كريما، ننتظره بشغفٍ كبير وشوق متناهٍ، ألا وهو شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، شهر الخير والبركة، شهر ترتفع فيه الإيمانيات عند البعض، وتسمو به الأرواح، وتعلو فيه الهمم وهذا الضيف وجب احترامه وحسن استقباله وإكرامه بما يليق به، فللأسف تغيرت مفاهيمنا، وتبدل حالنا، فتحول من شهر عبادة وصلاة وذكر إلى شهر العروض والأمسيات والتفنن في الأطعمة، وكأن رمضان موسم ننوع فيه المأكولات، وكأننا محرومون من الطعام طوال العام، فضلا على أنه أصبح موعدا سنويا للإعلام الفاسد فيتفنن شياطين الإنس لعرض ما في جعبتهم من أعمال، وفوازير وبرامج جماهرية، تشغل الكثير من المسلمين فأصبح رمضان لدى الكثير مناسبة اجتماعية، تحتم الترفيه بأنواعه ، وابتعد البعض عن روحانية هذا الشهر الفضيل، شهر يخص المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فأين حب الإسلام؟ وأين إكرام الضيف؟ الذي لا يزورنا إلا مرة كل عام أفلا يستحق منا حسن الاستقبال؟ ألا يستحق منا علو الهمة والتسابق إلى الخيرات ونيل الدرجات العليا؟ فرمضان فرصة نادرة لزيادة الحسنات وتحصيل الأجور، والفرصة تفوت على من يهملها ولا يبالي بها، وها هم أعداء الخير ينصبون شباكهم لأصحاب النفوس الضعيفه وأصحاب الدنيا الذين انشغلوا بالملذات ونسوا الآخرة ،أو تناسوها إلا من رحم الله، فها هو رمضان يعلن قدومه وها هم أعداء رمضان يستعدون لطمس الروحانية، وتغير مفهوم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وقد زاد عددهم مع التطور والحداثة فلم نعد نشعر بهم، فدخلوا بيوتنا وعطلوا إدراكنا وسيطروا على حياتنا، ووجهوا إرادتنا فأصبحنا عاجزين عن الوقوف والتوازن في وجهها، بل لا نستطيع رفضها أو التخلص منها كواسائل التواصل الاجتماعي كاواتس أب وتويتروالانستغرام وغيرها الكثير، وزادها الإعلام الذي يعد عدته ليبث سمومه في هذا الشهر الفضيل، على مرأى ومسمع الجميع، دون حراك يذكر لرفض المسيء وقبول المفيد، ففي الديانات الأخرى يحترمون مناسباتهم الدينية ويبحلونها، والتي لا تقارن بمناسباتنا الدينية مكانة وإجلالا، وها نحن المسلمين نسيء لديننا بأفكارنا وأفعالنا ، ونحن خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أما آن الأوان بأن نصحو من غفلتنا وسباتنا الطويل، ونعيد استعدادنا الروحاني لهذا الشهر المبارك وننبذ كل مغريات الحياة التي أبعدتنا عن سعادة الدين وخيرة؟! كلمة أخيرة أبارك لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قدوم شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، وأدعو الله أن نبلغه ونحن في أتم الصحة والعافية، ولنا لقاء بعد عيد الفطر المبارك - إن شاء الله-.