08 أكتوبر 2025
تسجيلكان العرب يتفننون في الأدب وينشئون أبناءهم عليه ومن فنون الأدب (اختيار اللفظ المناسب) حتى قالوا لكل مقام مقال ... فيقال للمريض معافى وللأعمى بصير وللأعور كريم العين . وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران فسأل وزيره الفضل بن الربيع: ما هذه .. ؟ فأجابه الوزير ..عروق الرماح يا أمير المؤمنين أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران ... ؟ لأن أم هارون الرشيد كان اسمها (الخيزران) فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة .. وأحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار ... ما جمع مسواك .. ؟ فأجابه ولده بالأدب الرفيع ... ضد محاسنك يا أمير المؤمنين.. فلم يقل الولد (مساويك) لأن الأدب قوّم لسانه وحلّى طباعه ... ولما سئل العباس رضي الله عنه أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب العباس قائلاً: هو أكبر مني .. وأنا ولدت قبله .. ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام ... • القلب وما فيه تقول إحدى الأمهات ... وقفت في المطبخ لأربع ساعات متواصلة أحضر أشهى الأطباق لزوجي وأبنائي.. وما بين تحضير وتقطيع وتغسيل.. انتهيت وذهبت لأصلي ..وفكرت لماذا في المطبخ أقف كل هذه الساعات..؟!. ومثلها في الأسواق.. ؟!. ولا أستطيع أن أقفها بين يدي رب العالمين في الصلاة؟!. لماذا أنقر صلاتي نقرا في خمس دقائق وأشعر أني بذلت جهدا كبيراً...؟!. لماذا أقتصر على الفرائض بحجة أني متعبة من أعمال المنزل وأترك النوافل...؟!. هو القلب وما فيه لو كان حبك لربك أكبر لوقفت أطول .. (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [ سورة الانشقاق ]. وتكمل وتقول عندما كنت في الشهور الأولى من الحمل كنت أعاني من الغثيان وكان عذراً لي أن أهجر القرآن لأني مريضة ولا أستطيع التركيز.. لكني في مقر العمل حصلت على مكافأة لأدائي المتميز.. ترى لماذا ركزت على الوظيفة ولم تركزي مع القرآن؟ (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) . [سورة محمد : 24] تقول إن قيل لي إن قيام الليل له فضل كبير ولكني لا أقوى عليه فأنا إنسانة مرهقة.. في نفس الليلة استيقظ ابني مريضا فاستيقظت نشيطة جداً وجريت به للمستشفى بكل نشاط إلى الفجر. عجيب أمري! أرسلت لي رسالة من صديقتي عن كفالة يتيم شهريا بمبلغ معين فاعتذرت.. كيف أضمن أن أتمكن من دفع هذا المبلغ شهريا؟!. ربما تستجد لي ظروف مفاجئة ولا أعلم ماذا سيحصل ، مع أني أدفع نفس المبلغ شهريا لأبنائي ليلعبوا بها في الألعاب الكهربائية ليعودوا إلى البيت يبكون ويقولون لم نكتفِ من اللعب! (كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) [سورة الفجر : 17] هذه السنة لم أصم يوما تنفلا لله .. فأنا حامل ..لكن عجيب أمري ... لماذا الأسبوع الماضي أضربت عن الأكل يوماً كاملاً بسبب غضبي من زوجي؟! إنه القلب وما فيه..