02 نوفمبر 2025

تسجيل

مشوهو الإسلام

25 مايو 2014

منذ بزوغ فجر الإسلام في مكة قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة وهو يتعرض للأذى والتشويه والتنكيل وكل ما نعرفه من أساليب كانت عنيفة وقوية لاستئصال الدين الحق ولما انتصر وتمكن وانتشر لم يجد أعداؤه بد إلا بالخديعة والتشويه من داخله، فظهر الإفك والخداع والنفاق فادعى أعداؤه انهم مسلمين ومارسوا طقوس هي أبعد ما يكون عن الدين وظهرت أحاديث ملفقة بالآلاف تحاول هدم الدين من أساسه ولكن الله سبحانه وتعالى الحافظ لهذا الدين وباقٍ إلى يوم الدين.والآن نجح هؤلاء أن يقرنوا اسم الإسلام الجميل السمح المستنير بالإرهاب من خلال جماعات تدعي أنها تحمل رايته وهي في الحقيقة تشوهه وتضعفه وتصفه بالقتل والعنف، وهنا سأذكر مثالا واحدا يتحدث عنه العالم كله الآن وأعني ما أدرجه مجلس الأمن الدولي يوم الخميس الماضي حين وضع جماعة "بوكو حرام" على اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية.وفي ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "أرحب بقرار مجلس الأمن بإدراج جماعة بوكو حرام، إنها منظمة غير إنسانية ليس لديها أي احترام للدين أو المعتقد أو حق الأشخاص في أن يقرروا طريقة حياتهم".جاء قرار مجلس الأمن بعد أن أسهمت جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا في تشويه صورة الدين الإسلامي، لقيامها بأعمال إرهابية بالعاصمة النيجيرية أبوجا، مما أودى بحياة 75 شخصا على الأقل، إضافة إلى خطف الفتيات.وسأذكر القارئ أن "بوكو حرام" قامت بخطف 300 فتاة من مدرسة ثانوية بنيجيريا والتهديد ببيعهن واتخاذهن سبايا فيما بعد الزواج، وقال "أبوبكر محمد شيكاو" زعيم جماعة "بوكو حرام": "أقتل من يأمرني الله بقتله تماما كما أحب قتل الدجاج والأغنام"، لافتا إلى أن "الإسلام يقضي بتزويج الفتيات قسراً"، وتواصل جماعة "بوكو حرام" عملياتها الإرهابية معتقدة أن تعاليم الدين الإسلامي السمحة التي رفعت من شأن المرأة، تأمر بتزويج الفتيات القاصرات وبيعهن سبايا، كما كانت تباع وتشترى قبل الإسلام في سوق النخاسين.واشترط زعيم جماعة "بوكو حرام" المسلحة أبو بكر شيكاو في تسجيل فيديو حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، الإفراج عن جميع أعضاء الجماعة المحتجزين لدى السلطات النيجيرية، مقابل الإفراج عن الفتيات المخطوفات.وهنا أشيد بموقف الممكلة العربية السعودية التي أدانت كل أعمال الإرهاب التي تقوم بها جماعة "بوكو حرام"، حين قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: إن "جماعة بوكو حرام" هذه فئة مدبرة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ويجب أن يناصحوا ويُبيّن لهم الموقف السيئ وإنكار ذلك".وقد سبق أن أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات، وأعمال القتل، والعنف والهجمات على الكنائس، وأعمال ترهيب وقتل لمدرسين وتلاميذ مدارس وصحفيين، كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على مباني بعض المدارس، وتشكل هذه الأفعال جرائم بموجب القانون النيجيري.وأخيرا على الدول الإسلامية الكبيرة وخاصة الدول العربية بذل الكثير من الجهد والمال، والنفس، أولا لتصحيح صورة الإسلام وتصدير الإسلام السني الوسطي النقي من خلال إرسال الدعاة وطبع الكتب بلغات تلك البلاد البعيدة ومساعدة الفقراء في تلك الدول وبناء المساجد والزوايا لأن هذا واجب ديني بات يلح علينا كمسلمين.الشئ الثاني هو لابد من عمل حملات في مختلف وسائل الإعلام العالمية يتحدث فيها علماء ثقاة ينشرون الإسلام الحق ورسالة نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" في السلام والعدل والمساواة وبلغات كثيرة، ومن محبين للدين، وأعتقد أن الجزيرة الإنجليزية التي يشاهدها ملايين الناس في الغرب مطالبة بذلك عبر برامجها، ولا بد من عمل مناقشات واعية وهادئة تصلح ما أفسدته جماعات تقتل الناس وترهبهم باسم الإسلام والإسلام برئ منهم ومن يقف معهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد، والساكت عن الحق شيطان أخرس. وسلامتكم