17 سبتمبر 2025
تسجيل* من المساجلات في الجاهلية المساجلة التي جرت بين الشاعر امرئ القيس والشاعر عبيد بن الأبرص، حيث جاء في كتاب (جواهر الأدب) للأستاذ أحمد الهاشمي أن عبيد بن الأبرص لقي امرأ القيس يوماً فقال له: كيف معرفتك بالأوابد؟ قال: ما أحببت، فقال عبيد بن الأبرص: ماحَبَّةٌ قامَتْ بميتتها دَردَاء ما أَنْبَتَتْ ناباً وأَضْرَاسا فقال امرؤ القيس: تلكَ الشَّعيرة تُسقَى في سنَابِلها قد أَخْرَجَتْ بعد طُولِ المكثِ أَكداسا فقال عبيد: ما السُّودُ والبِيضُ والأَسماءُ واحِدةٌ لا تَستطيعُ لَهُنَّ الناسُ تمساسا فقال امرؤ القيس: تلكَ السَّحاب إذا الرحمنُ أَنْشَأَها رَوَّى بِهِنَّ مُحول الأَرضِ أَيْبَاسا فقال عبيد: ما مُرْتَجاتٌ على هَوْلٍ مَراكبها يَقْطُنَّ بعد المَدَى سَيراً وأَمْرَاسا فقال امرؤ القيس: تلكَ النجومُ إذا حانَتْ مَطَالعها شَبَّهتها في سَوادِ الليلِ أَقْبَاسا فقال عبيد: ما القَاطِعاتُ لأَرضٍ لا أَنيسَ بها تَأَتي سِرَاعاً وما يَرجِعْنَ أَنكاسا فقال امرؤ القيس: تلكَ الرياحُ إذا هَبَّتْ عواصِفَها كَفَى بأَذيالها للتُّربِ كُنَّاسا فقال عبيد بن الأبرص: ما الفاجِعاتُ جهاراً في عَلانيةٍ أَشدّ من فَيْلَقٍ مَلحُومَة باسا فقال امرؤ القيس: تلكَ المَنَايا فما يُبْقينَ من أَحَدٍ يأْخُذْنَ حَمقَى وما يُبقينَ أَكياسا فقال عبيد: ما السابقاتُ سِرَاعُ الطَّيرِ في مَهَلٍ لا يَشْتَكينَ ولَوْ طَالَ المَدَى باسا فقال امرؤ القيس: تلكَ الجِيادَ عليها القَومُ مذ نتجت كانوا لَهُنَّ غَدَاة الرَّوعِ أَحْلاسا فقال عبيد: ما القَاطعاتُ لأرضِ الجَوِّ في طلقٍ قَبلَ الصَّباحِ وما يَسوينَ قرطاسا فقال امرؤ القيس: تلك الأمانيّ يتركنَ الفَتَى مَلِكاً دونَ السماءِ ولم تُرْفَع لَهُ راسا فقال عبيد: ما الحاكمونَ بلا سَمعٍ ولا بَصَرٍ ولا لِسانٍ فصيحٍ يُعْجِبُ النَّاسا فقال امرؤ القيس: تلكَ المَوازينُ والرحمنُ أَرسلها ربّ البريةِ بينَ الناسِ مِقياسا وسلامتكم...