13 سبتمبر 2025
تسجيلالسلام مع دولة إسرائيل ليس بالضرورة أن يكون بأي ثمن، ولكننا في جميع الأحوال مطالبون بأن نبذل جهدا مضاعفا لإنجازه، فهو في صالح الأجيال المقبلة حتى وإن قاومت دولة الكيان الصهيوني كل حل عربي أو خطوة باتجاهه واتجاهها، والمحصلة النهائية لسلوكها المتعنت خضوعا لسلام تفرضه مقتضيات الواقع وحاجتها التي تتزايد لأن تعيش بأمان دون هواجس أمنية محتملة تربك حساباتها وتجعلها دولة قلقة في محيط غير متصالح معها، وذلك ثمن أعلى بكثير من ثمن السلام. الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، دعا إسرائيل مؤخرا إلى اتخاذ خطوة نحو السلام مع جيرانها العرب، كي يرافق الربيع العربي ربيع للسلام العادل في الشرق الأوسط، وأكد وضعا اعتباريا مهما للغاية وهو أن "الشعوب العربية لن تنسى فلسطين" وعليه فسياسة الأمر الواقع من خلال محو الهوية العربية في القدس والتوسع الاستيطاني سلوكيات غير مجدية وما تم بناؤه سيتم هدمه، وما تحاول تشويهه بمثابة كتابة على الماء. الشيخ حمد كان واضحا في رؤيته السلمية التي تعبّر عن الحالة العربية حين قال "من الخطأ أن تترك القضية الفلسطينية معلقة من الناحية السياسية وعلى جدول الأعمال الدولي. فإرادة الشعوب العربية لن تسمح بذلك بعد الآن" ويترتب على ذلك مبدأ لا يقل أهمية عن تلك الفكرة الراسخة في الضمير والوجدان والعقل العربي وهي أنه على "إسرائيل أن تتخذ خطوة إيجابية من أجل السلام والعيش المشترك". لقد تغيرت الخرائط السياسية واتجاهات الممارسة السلمية، خاصة أن الربيع العربي أنتج متغيرات قد لا تكون وفق هوى مصالح وسياسة الكيان الصهيوني، ولذلك على قادته إعادة الحسابات والتحرر من الفكرة النمطية عن أي استرخاء عربي تجاه القضية المركزية والحاجة إلى السلام، وفي هذا السياق حذر الشيخ حمد إسرائيل من أنها لا تستطيع بعد اليوم "أن تعتمد على صداقة حكام أطاحت بهم ثورات الربيع العربي. ولا يجوز لها أن تراهن على آخرين ضد شعوبهم. فهي في هذه الحالة ستجد نفسها حتما، خلال فترة قصيرة، من دون أصدقاء على الإطلاق". الوضع الآن في مفترق طرق، وحديث الشيخ حمد يعتبر علامة فارقة في مسيرة السلام الذي يجب أن تحرص عليه إسرائيل أكثر من العرب، فلم يعد هناك ما يمكن تقديمه بأكثر ما تم في المبادرة العربية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والصورة التي عبّر عنها الشيخ حمد، والخيار بيد الكيان الصهيوني أكثر منه بيد العرب.. بعد الآن.