12 سبتمبر 2025

تسجيل

“الفزعة” مطلوبة ولكن !!

25 مايو 2011

.. قد تكون فاطمة , دلال ، حمده ,عائشه اوعلياء ....وقد تكون وقد لاتكون ...انا اجهل اسمها ورسمها , لكنها ابنة بلادي قطر, الجميلة بفعالها واقوالها .. تلك كانت مقدمة كلمتي في العدد الماضي من "التراحم" واذا بي والحمدلله اتلقى مكالمة هاتفية من مؤسسة راف تؤكد لي حقيقتهما مصداقا لإسمين من الاسماء التي اوردتها من خيالي ..واما المفرح في الموضوع ان الاسمين لشقيقتين من اسرة كريمة .. اعتادت الشقيقتان بين الحين والاخر متابعة الحالات التي تنشرها الصفحة بالتعاون مع المؤسسات الخيرية وهكذا التقدم بتبنيها وتقديم المساعدة المستطاعة لها. هذه المبادرات الكريمة ليست بغريبة على اهل قطر الكرام منذ القدم فمساعدة المحتاج ورعاية الاسر المتعففة والعناية بالمرضى صفة ايمانية يتحلى بها المجتمع المسلم في كل مكان واظهر ما يكون ذلك في بلادنا سائلين الله تعالى ان يحفظها و يديم عليها نعمة الامن والايمان. هذا الاسبوع اود ان اثير معكم موضوعا مهما يتعلق ايضا بهذا المجال فكما يبدو لي مازال البعض يتعامل مع قضية جمع التبرعات والمساعدات للحالات الانسانية والمرضية المختلفة بمفهوم (الفزعة ) والنجدة العاجلة دون الوضع في الحسبان ضرورات الحساب والكتاب و التدوين وقبل كل ذلك العدالة في توزيع المساعدات .. فمما يثير استغرابي انه مازال بيننا من يستعين بالايميل او الرسائل النصية على الجوال في الدعوة الى التبرع وجمع المساعدات المالية لحالات قد تكون فعلا مستحقة ولكن من دون مراعاة للضوابط والانظمة المعتمدة في جمع المال او ذكر جهة لاستقبال التبرعات !! وبالمناسبة ليعذرني الاخوة والاخوات الذين ارسلت لهم رسالة نصية تنبيهية منذ عدة ايام على (wattsup) ردا على الرسالة التي تقول ان هناك طفلا يدعى (ب) اصيب بحروق في جميع جسده بنسبة تصل الى تسعين بالمائة ومضى عليه سنة بمستشفى حمد ولا يستطيع المشي و لا الاكل ويعاني من تضخم شديد في الكبد وبحاجة الى عملية نقل دم متكرة بسبب سيلان الدم وان الاب يعمل في الحهة الفلانية وراتبه كذا وانه لديه كذا من الابناء ويسكنون بيتا بالايجار ولا يستطيع ان يسافر بابنه للخارج وثم ارفاق المناشدة بتقرير من مستشفى حمد مع وضع رقم هاتف الاب للتواصل معه ... اود ان اقول ان هناك اخطاء اجرائية عدة في هذا الاسلوب من الدعوة الى عمل الخير اهمها الفوضوية وسوء التنسيق وصعوبة المتابعة والمحاسبة و الجهل التام بمحصلة المبالغ المتبرع بها .. نعم الحالة طبقا لهذه المواصفات مستحقة وبالحاح ولكن الا يعلم المتعاطفون الكرام ان الفباء العمل الخيري لا يقوم على هذا النهج فهناك جمعيات ومؤسسات قائمة مختصة تقوم بهذا الدور العظيم طبقا لانظمة متفق عليها اجتماعيا ولديها من الامكانيات ما يتجاوز هذه الاساليب البدائية التي ليست لها جدوى ولا موقع من الاعراب لا لصالح الطفل ولا اسرته ولا ابيه !! فالامر ليس مالا نجمعه وثم نودعه يدي الاب وانما هناك اتصالات وتواصلا مع جهات العلاج داخل الدولة وخارجها و تحديد سقف للمبالغ المطلوبة وهكذا فتح حساب للطفل في المؤسسة والتنسيق مع صحيفة للنشر او الدعوة المباشرة للجمهور من خلال وسائل الاعلام المختلفة للبذل ..ليتم في فترة زمنية محدودة انجاز المبلغ وثم اتخاذ الاجراءات اللازمة لارسال الولد (طبقا لمثالنا )للعلاج في الخارج.