13 سبتمبر 2025
تسجيلالتطوع لله والتطوع لغير الله واقع مشهود( فمنهم من يتطوع لمصلحة شخصية )وبالتالي فان الفرق بين التطوعين كبير ، ولكن من الجميل السعي لتحقيق النوع الاول منهما، ولا حرج ان نحاول توجيه النوع الثاني؛ ليكون قريبا من الاول. وان كانت النوايا كامنة غير ظاهرة الا ان الحاجة تحكم والمصلحة تقتضي الشفافية لدوام العطاء واستمرار العلاقة بين اطراف العلاقة التطوعية واما قبول العمل من عدمه فهو راجع الى الله تعالى . وفي جميع الاحوال العبرة بظاهر العمل ولا ينبغي استبطان النوايا والدوافع .. والانسان في سيره الى الكمال يمر بمنعرجات كثيرة ..وسيذوق آجلا او عاجلا الفرق بين مصلحة زائلة واخرى دائمة بدوام الله تعالى .. الانسان المسلم يجعل كافة أفعاله وأقواله نابعة من علاقته بالله و لا يبتغي فيها إلا وجه الله - سبحانه وتعالى – لأنه يوقن ان الجزاء من جنس العمل وان ما يقدمه موقعه يد الله الذي وعد بخير الجزاء. اعتقد جازما رغم كل هذه المكانة التي يتمتع بها العمل التطوعي لدينا الا اننا حجمناه كثيرا وضيقنا من اطاره في حياتنا حتى بتنا لا نتجاوز اعمالا بعينها باعتبارها هي محور العمل التطوعي وما عداها خارج عنها.ومن ذلك ايضا الاعتقاد الذي يسيطرعلى لا شعورنا بضرورة ان يدار هذا النشاط التطوعي من خلال مؤسسة او جهة رسمية وأفراد يحملون صفة مسئولة ويمثلون مؤسسات بعينها. اعتقد بلا مبالغة يمكن لكل منا ان يصبح مشروع تطوع في اطار بيئة حياته اليومية بدءا من الفريج الى مواقع العمل الى المدرسة والجامعة ..الخ. استغرب كثيرا من شكوى البعض مثلا من قضايا المتعلقة بالنظافة ومنها نظافة بيوت الله ..وان كانت وزارة الاوقاف وفرت مشكورة اسباب راحة المصلين المختلفة الا ان ابناء الحي يتحملون مسئوليتهم ايضا فما الحرج ان يتولى جيران المسجد شيئا من ذلك تطوعا طيلة ايام السنة من خلال توزيع المهام المتنوعة طبقا لجدول عمل بينهم؟!وعلينا ان لا ننسى ان المسجد انشئ لخدمتنا نحن ابناء الحي لذا فمن حقه علينا ان نساهم في كل ما يحقق رسالته في المجتمع. تطوع يا اخي واحصد ثمرة تطوعك في الدنيا قبل الاخرة.