12 سبتمبر 2025
تسجيل"واتس اب " و"ما ادراك ما.. واتس اب " استقبل عليه يوميا العديد من الرسائل والمواضيع المتميزة والطريفة اخرها قصة طويلة نسبيا تعد من ادب الرحلات ولم يذكر اسم الكاتب او مصدرها وتوقفت عندها طويلا وقرأتها اكثر من مرة وأحببت ان تشاركوني متعة قراءتها ..فالقصة مثيرة وتستدعي تدبرا وتفاعلا عمليين معها ..تقول القصة: في مدينة البندقية الإيطالية وفي ناحية من نواحيها النائية بينما كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم ،جلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل :إثنان قهوة من فضلك.. واحد منهما على الحائط!! فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها : (فنجان قهوة واحدة )وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة (واحدة منها على الحائط)!! فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد وفي أحد الايام كنا بالمطعم ، فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل : (فنجان قهوة من على الحائط) فأحضرله النادل فنجان قهوة فشربها وخرج من غير أن يدفع ثمنها ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها في سلة المهملات. تأثرنا لهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناس لا يملكون ثمن الطعام والشراب ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان فبنظرة منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب ومن دون أن يعرف من تبرع به وبالمناسبة لهذا المقهى مكانة خاصة في قلوب سكان هذه المدينة.(نهاية القصة ) ليس لدي ما اقوله سوى ان ماقرأته وجد اصداءا في نفسي وذكرتني بقصص وقفية عديدة ابطالها من فاس والقاهرة وبغداد ودمشق وايضا الخور والوكرة في قطر فمن الاوقاف القديمة في قطر "وقفية المسكر " والمسكر( بفتح الميم وسكون السين )هو حاجز صخري بارتفاع نصف قامة رجل تقريبا وبأطوال تتفاوت بين مائة متر او اكثر وكان يبنى قديما على ساحل البحر لاستغلال ظاهرة المد والجزر اليومية حيث كان يحجز خيرات البحر خلفه مع أوقات الجزر ليأتي الفقراء والمحتاجون لالتقاط قوت يومهم منه ..ومازالت اثارها باقية في مناطق مختلفة من مدن وقرى البلاد الساحلية. انها قصص انسانية تحصل كل يوم و في كل مكان ابطالها اناس من البشر وهبوا قلوبا رقيقة وضمائر حية لا تحب ان تعيش لنفسها فقط ويحملون هم الانسان بغض النظر عن الأجر الاخروي ..فالاحسان جميل وممدوح في كل زمان ومكان ومن اينما اتى ..في "كل ذا كبد رطبة لك اجر " ..وليس اهل البندقية بأفضل من اهل الخور!!