13 سبتمبر 2025
تسجيلالارض فرحت بتحرير مصر من نير نظامها الفرعوني والسماء استبشرت بثورة شبابها العرب عمهم السرور والعجم شعروا بالحبور الدنيا كلها انفرجت اساريرها انها مصر المحروسة انها ام الدنيا حقيقة ومجازا من لم يكن يترقب الحدث السعيد ؟!فمنذ 25 يناير اضحت مصر غير مصر .. مصر موقعها القلب دائما ..قلب الاشياء وقلب البشر وهذا هو سر نجاح ثوارها فلم يكونوا وحدهم في مواجهة الطغيان الظالم فالعرب والمسلمون في كل مكان كانوا معهم ليل نهار.. “الجزيرة” كانت معهم .. نعم الجزيرة التي دخلت تاريخ مصر من بابه العريض ..ومدخله الكبير ..من ميدان “التحرير” والحرية ..سأقولها عاليا لوكنت مصريا صاحب قرار لنصبت لها نصبا تذكاريا في قلب ميدان التحرير...تخليدا لهذه الوقفة الشجاعة. ليلة الاعلان عن “هروب” الطاغية وجدت نفسي بين السائرين في المسيرة الاحتفالية على الكورنيش فما اجملها من مسيرة تعانقت فيها الاعلام المصرية والقطرية معلنة عن الوشائج والاحلام المشتركة وكأنها رسالة شكر الى ارض “الجزيرة” وقائدها المفدى. وما اجمل ما استهل به بيان الديوان الاميري "بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وليَنْصُرَنَّ اللهِ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَويٌ عَزِيزٌ، الّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وآتوُا الزّكَاةَ وأمَروا بِالمَعْرُوفِ وَنَهْوا عَنِ المُنْكَرِ وللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) صدق الله العظيم. معبرا عن تطلع دولة قطر “ لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية” انني اتفق مع الباحث علاء بيومي بتذكيره كل مصري بالمهمة الشاقة التي تنتظره، وهي "بناء مصر ديمقراطية بما يعنيه ذلك من مؤسسات فعالة تحمي هذه الديمقراطية، كإعلام وأحزاب ومراكز دراسات ومنظمات مدنية".وهكذا اشارته الى صعوبات الطريق وأعداء الثورة الكثر في الداخل والخارج. فهذا النصح موجه للكل مصريين وعرب من اجل الحفاظ على مكتسبات الثورة. واعجبتني دعوته الى عدد من النقاط(سأوردها باختصار) للتعامل مع الخارج منها: أولا: التواضع ومراعاة السياسات الدولية والإعلام والفكر السائد وتجنب القفزات السريعة. ثانيا: التركيز على الداخل ووفقا لذلك وبناءا عليه التحكم في السياسة الخارجية والتي يجب أن تقوم على السلام والعدل والحرية للجميع. ثالثا: عدم الانسياق لأي صراع جانبي يفرضه العالم لتفريغ طاقتها وضرورة الحفاظ على جوهر الثورة وإغلاق أي باب يفرغ طاقتها أو يشتت انتباهها أو يؤلب أعدائها. رابعا: ضرورة ان تكتب الثورة رسالتها الإعلامية وأن تبني صورتها قبل أن يبنيها لها الآخرون. ومن ذلك ايضا: - أن لكل كلمة تأثيرها، وأن المتربصين بمصر لا يبحثون عن الفهم بل يبحثون عن كلمة أو كلمتين،و عن تصريح هنا أو هناك لكي يخدم أهدافهم ويشوهون به صورة مصر والمصريين وثورتها. - الوقت الحالي ليس وقت تصفية الحسابات، ولا الحديث عما عاناه المصريون أو عن مخاوفهم مشيرا الى ان صبر العالم قليل وتعاطفه قصير ومخاوفه تطغي في أحيانا كثيرة على عقله وضميره.ملمحا الى درس الثورة الأهم وهو أن المصريين وحدهم قادرون على بناء مستقبلهم، وأن العمل أهم من الكلمات، وأن الكلمة الطيبة هي مبدأ الحوار.