11 سبتمبر 2025

تسجيل

الأيام الخوالي

25 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول الأمير تركي الفيصل بأن "الأيام الخوالي" بين المملكة والولايات المتحدة ولّت إلى غير رجعة، وهذا القول فيه جانب كبير من الصحة، فمن الواضح بأن التغير الذي يحدث في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الخليج لا يخص إدارة أوباما وحدها، وإن كانت هي من بادرت بتشكيله، ولكنه يعبر عن نهج قادم لسياسة واشنطن في المنطقة، نهج تأثر بشكل كبير بتبعات أحداث سبتمبر وما تبعها من الحروب في أفغانستان والعراق، ويمكن هنا مقاربة الحرب في فيتنام وما نتج عنها من عزلة أمريكية وتجنب التورط في النزاعات الخارجية، وما ينتج اليوم عن الحرب في العراق، وهذا الابتعاد التدريجي عن التورط في مشكلات المنطقة، ولكن الفارق بين النموذجين، هو أنه في الأول، وعندما أعلنت بريطانيا عن نيتها الانسحاب من المنطقة في نهاية الستينيات من القرن الماضي، بادرت واشنطن إلى الاعتماد على الحلفاء في المنطقة، إيران والسعودية، واليوم يسعى "مبدأ أوباما" إلى استعارة "مبدأ نيكسون"، والسعي إلى دمج إيران في معادلة الأمن في منطقة الخليج، دون النظر إلى تحفظات دول الخليج العربية تجاه سياسة إيران في المنطقة، ودون التوقف عند الفوارق بين نظام الشاه ونظام "ولي الفقيه".وإن كان هناك من أمر إيجابي في سياسة أوباما في المنطقة، فهو أنها جعلت دول الخليج العربية تدرك بأنه حان الوقت للتحرك خارج الصندوق الأمريكي، والمبادرة إلى اتخاذ خطوات بمعزل عن التوصيات الأمريكية، حيث إن التغير في السياسة الأمريكية أمر غير مستغرب، لأن البراغماتية والمصلحة هي من تحركها بغض النظر عمن يحكم البيت الأبيض، فواشنطن التي أرسلت مبعوثها "رامسفيلد" لمقابلة صدام حسين في عام 1983، وإعادة العلاقات بين واشنطن وبغداد، ودعم العراق في حربه مع إيران، هي نفسها التي أرسلت وزير دفاعها "رامسفيلد" للإطاحة بصدام في عام 2003، وواشنطن التي قطعت علاقاتها مع إيران منذ عام 1979، وفرضت عليها أنواع الحظر الاقتصادي، وشجعت دول الخليج العربية على عزل إيران، هي نفسها واشنطن التي تسعى اليوم إلى إقناع دول الخليج بتحقيق "السلام البارد" مع إيران.