11 سبتمبر 2025

تسجيل

التحالف الهش

17 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحراك الشعبي لا يأخذ شكل المسار الأفقي أو الرأسي، ولكنه أقرب إلى الشكل الحلزوني، أحياناً يصعد وأخرى يهبط، كما أنه لا يأخذ مسار الأنهار أو الشلالات، بل هو أقرب إلى موج البحر، كلما مرت موجة تعقبها أخرى، وربما تكون أقوى من الأولى وأكثر اضطراباً، وتاريخ المجتمعات البشرية يخبرنا بأن تجارب الحراك السياسي والانتفاضات الشعبية أخذت صفة الموجات، التي تهيئ كل واحدة منها الطريق والظروف للأخرى تباعاً. لذلك فإنه مخطئٌ من يعتقد بأن "الربيع العربي" انتهى إلى غير رجعة، ولكن الحقيقة بأنه كانت هناك موجة من التغيير مرت في المنطقة، وهناك حتماً موجات قادمة في الطريق، ربما تكون أكثر شمولاً وحدّة، ومن يراقب الوضع في مصر اليوم يدرك بأن الوضع هناك كارثي، والتغيير فيها حتمي، وفي المرة القادمة، قد لا يكون بمقدور بعض دول الخليج الحفاظ فيها على الوضع الراهن، كما حصل في دعم الانقلاب، عندما أرادت السعودية والإمارات إعادة استنساخ نظام مبارك، ولكنها لم تنجح، فجاء تصويت مصر الأخير في مجلس الأمن مخيباً للآمال، وأقرب إلى محور روسيا-سورية-إيران، منه إلى محور السعودية، التي قدمت الدعم "الملياري" لنظام السيسي، لتكتشف بعده مدى هشاشة التحالف وعمق الأزمة التي تعاني منها دول الخليج، وهي محدودية خياراتها الخارجية، وعدم اقتناعها بأن المشكلة والحل يكمنان في داخل هذه الدول وليس في خارجها، في ضياع الجهد في البحث عن الحلفاء والاعتماد على الاستقطاب الإقليمي، بدلاً من تقوية الجبهات الداخلية بإفساح المجال أمام توسيع المشاركة الشعبية وتحقيق الإصلاح السياسي. ما تحتاج إليه السعودية ومعها دول الخليج أن تستفيد من أخطاء الماضي وكوارث الأمس، عندما اعتمدت على تحالفات إقليمية هشة لم تلبث أن تحولت إلى أطراف معادية، والمفارقة الغريبة هنا أنه كلما قام حكام دول الخليج بدعم حاكم عربي انقلب عليهم في النهاية، حدث هذا مع صدام حسين، وعرفات، وعلي عبد الله صالح، وربما تظهر بوادره اليوم في مصر.