12 سبتمبر 2025
تسجيلقالت الأنباء إن المخلوع عبدالله علي صالح قد أرسل مناديب من عنده إلى أكثر من عاصمة يطلب وساطتها لكي تهيئ خروجا آمنا له ولأسرته إلى جانب رفع الحظر عن أمواله وأموال ابنه وأسرته التي هي أموال الشعب اليمني التي نهبوها على مدى عقود. وحسنا فعلت الجهات التي سعى لديها بهذا المطلب حين أشاحت وجهها عنه وقالت له: لا بالفم المليان، لقد سبق أن قدمت القيادات الخليجية للرئيس المخلوع طوق النجاة له ولأسرته ولكبار مساعديه وأخرجتهم من براثن ثورة شعبية عارمة كانت على وشك أن تقضي عليهم في محرقة لا تبقي ولا تذر، وسيكون هو شخصيا أول ضحاياها لولا بقية من أيام في عمره لم تنقض. لقد توسط القادة الخليجيون بين الأطراف اليمنية يومها بصبرهم وأناتهم المعهودة وأخرجوا ما عرف بالمبادرة الخليجية التي هدأت الأوضاع المائجة في اليمن وحفظت للرجل وأسرته ولكبار مساعديه أرواحهم وكرامتهم وموطئ قدم في السلطة وفي مستقبل بلدهم السياسي. كانت التسوية السياسية التي تمت في اليمن رحمة كبرى مقارنة بما حدث في بلدان الربيع العربي التي انتهى قادتها بين قتيل ومسجون ومطارد. وبدا الشعب اليمني يومها سعيدا وقابلا بالترتيبات التي أخرجها له إخوانه قادة الخليج. ولم يخطر بباله أن رئيسه المخلوع كان يضمر شرا مستطيرا وصل حد التخطيط لتدمير بلده وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتدمير قدراتها العسكرية وإشاعة فوضى عارمة في طريقها لأن تمحو صورة اليمن المتحد المستقل الآمن من الوجود. كل ذلك الحقد سببه الأوحد كان هو فقدان الرجل لكرسي الرئاسة الذي يبدو أن الرجل لم يعد قادرا على الابتعاد عنه. ولكن عندما تعدى حقد الرجل كل الحدود وبدأ يتواطأ مع أعداء اليمن في الداخل والخارج. والعمل معهم على تفتيت أجهزة الدولة القومية العسكرية والأمنية وأن يجعل ضعفها آية ومسخرة في نظر القريب والبعيد. وأن يحول ضعف الدولة الذي صنعه بمكر وخبث ليجعله سلاحا في يده يهدد به أمن الجيران والسلم الإقليمي والدولي على حد سواء. صار لزاما على من يهمهم أمنهم وأمن اليمن والإقليم أن يطفئوا نيران الحقد الآثم قبل أن يتسع أوارها. وكان بديهيا أن تصل ألسنة اللهب والحريق إلى المخلوع وحلفائه، فولولوا يطلبون النجاة والخروج الآمن، ولكن لا خروج آمنا لمن لا أمان له. لقد كتبت عاصفة الحزم السطر الأول بقلم القدرة، وعليها ألا تتوقف إلا بعد إكمال السطر الأخير.