14 سبتمبر 2025

تسجيل

التحذير من الدنيا

25 أبريل 2015

كم في الشعر عند حكماء العرب من تحذير من الدنيا وغدرها وتقلباتها.. وهذا الحريري الذي يقول لنا محذراً من الدنيا في المقامة الثالثة والعشرين من مقاماته حيث يقول: يا خاطِبَ الدنيا الدَّنيَّةِ إنَّهاشَرَكُ الرَّدَى وقَرارَةُ الأَكدارِدارٌ متى ما أَضْحَكَتْ في يومهاأَبْكَتْ غَداً تَبًّا لها من دارِ وهو القائل أيضاً متلاعباً بالألفاظ والأبيات ووزنها حيث يقول في هذه المقامة:يا خاطِبَ الدنيا الدَّنيَّةإنها شَرَكُ الرَّدَىدارٌ متى ما أَضْحَكَتْفي يومها أَبكَتْ غَدا وقال آخر ينهى عن خطبة الدنيا أو التعلق بها:يا خاطِبَ الدنيا إلى نفسِهِتَنَحَّ عن خِطبتها تَسْلَمِإنَّ التي تَخْطُبُ غَدَّارَةٌقريبةُ العُرسِ من المأْتَمِ ويقول ابن عبدربه عن الدنيا:ألا إنما الدنيا غَضَارَةُ أَيْكَةٍإذا اخْضَرَّ منها جانِبٌ جَفَّ جانِبُهي الدارُ ما الآمالُ إلاَّ فجائعٌعليها ولا اللَّذاتُ إلاَّ مَصائبُفلا تَكْتَمل عيناكَ منها بعبرةٍعلى ذاهب منها فإنَّكَ ذاهِبُفكم أَسخنت بالأمس عيناً قريرةًوقَرَّتْ عيونٌ دمعها اليومَ ساكِبُ وهذا أبو العرب الصِّقلِّي الذي يقول عن الدنيا:ولا يَغْرُركَ منها حُسنُ بُرْدٍله عَلَمانِ من عَلَمِ الذَّهابِفَأَوَّلُهُ رجاءٌ من سَرابٍوآخرهُ رِداءٌ من تُرابِ أما أبو نواس فيقول لنا عن الدنيا:إذا امْتَحَنَ الدنيا لبيبٌ تَكَشَّفَتْلَهُ عن عَدوٍّ في ثيابِ صَديقِ فلما سمع المأمون ببيت أبي نواس قال: لو سُئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كصفة أبي نواس لها..ومن أغرب ادعاءات الأصمعي قوله: وجد في دار سليمان بن داود عليهما السلام على قبة مكتوباً:ومن يَحْمَدِ الدنيا لشيءٍ يَسُرُّهُفسوفَ لَعمري عن قَريبٍ يَلومُهاإذا أَدْبَرَتْ كانت على المرءِ حسرةوإن أَقبلت كانت كثيراً هُمُومُهاوقال أبو نواس:دَعِ الحِرصَ على الدنياوفي العيشِ فلا تَطْمَعْولا تَجمع لكَ المالَفما تَدري لمن تَجمعْولا تدري أَني أَرضِكَ أَمْفي غيرِهَا تُصرعْوسلامتكم...