17 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ سنوات عديدة والدولة تصرف الملايين في سبيل القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي يعرف أضرارها الصغير والكبير، وانطلقت الحملات التوعوية في كل مكان وأنشئت عيادة الامتناع عن التدخين وفرضت الغرامات على المدخنين وتم ضبط العديد منهم في المجمعات وغيرها.. وماذا بعد؟ أين التقدم في ذلك؟! ما نراه اليوم في الكثير من الأماكن العامة أن التدخين أصبح شيئا عاديا وأغلب المقاهي في المجمعات انتشر المدخنون بها وقد لا يجدون "طفاية" - منفضة تدخين – يسارع الجرسون بإحضار كأس بها ماء وهو مظهر جديد يمارس في المقاهي وكأنهم يريدون أن يقنعونا بأن المدخنين لا يعدون على الأصابع ولكن للأسف أصبحوا منتشرين وبشكل عادي دون تطبيق أي غرامات ولا مكان لمن لا يدخن للجلوس في تلك المقاهي ولعل ذلك تشجيع للمدخنين والاهتمام بهم وحرمان غير المدخنين من قضاء أوقات جميلة بمفردهم أو مع عائلاتهم. ثم ننتقل إلى مكان آخر تعلو به فقاعات وسحب الدخان الكثيف وهو المقاهي في سوق واقف حيث توجد "الأراكيل" بجميع أنواعها ولا يمكن لغير المدخن حتى المرور بجانب المدخنين وتجد بشكل طبيعي النساء والرجال يتمتعون بهذا التدخين القاتل وأصبح منظرا حضاريا لدى البعض أن يأتي إلى هذا المكان السياحي ليدخن بتلك الصورة العلنية هو وجميع أفراد عائلته ويضربون عرض الحائط بكل عادات وتقاليد مجتمعنا الصغير المحافظ، فهل هذا هو ما يسمى بالتدخين السياحي وهو مسموح به من أجل خاطر السياحة ولا يهم تحذيرات ونصائح الأطباء واحترام عادات وتقاليد البلد واعطاء فرصة لأهله من غير المدخنين للاستمتاع بالمرافق الجميلة فيه. وننتقل إلى أجمل وأروع الأماكن في قطر إلى "كتارا" الحي الثقافي وسوف نرى دقة التنظيم وروعة الموقع والمقاهي ذات المستوى الراقي المنتشرة به. ولكنها للأسف أعدت خصيصا للمدخنين بكل راحة ويسر ويجب على غيرهم عدم الاقتراب وممنوع عليهم الاستمتاع بالجو الجميل وتناول المرطبات وقضاء أوقات ممتعة، وقد يدخل أيضا فيما يسمى بالتدخين السياحي ومن أجل السياحة نضيع الصحة ونلغي القوانين ونجعلها مجرد شعارات. هناك أماكن عديدة أصبح التدخين فيها أمرا عاديا ويصعب حصرها الآن ويبقى أن نعرف إلى متى سيستمر هذا الأمر ويتم التغاضي عن التدخين ولا نطبق الغرامات بل الأسوأ السماح به وتلك هي المصيبة.... أتمنى إعادة النظر في منع التدخين وجعله في أماكن محدودة جداً وأن نعود إلى الأسس التي بنيناها سابقاً في الالتزام بمنع التدخين لأن ذلك هو المظهر الحضاري والإسلامي وليس العكس.