12 سبتمبر 2025

تسجيل

يا ليل هل شهدت المصابا ؟

25 مارس 2016

* هذه القصيدة قالها الشاعر حافظ إبراهيم في حفل تأبين الزعيم سعد زغلول:إيهِ يا لَيلُ هَل شَهِدتَ المُصابَاكَيفَ يَنصَبُّ في النُفوسِ اِنصِبابا؟ بَلِّغِ المَشرِقَينِ قَبلَ اِنبِلاجِ الصُبحِأَنَّ الرَئيسَ وَلّى وَغابَا وَاِنعَ لِلنَيِّراتِ (سَعداً) فـ (سَعدٌ)كانَ أَمضى في الأَرضِ مِنها شِهابا قُدَّ يا لَيلُ مِن سَوادِكَ ثَوباًلِلدَراري وَلِلضُحى جِلبابا اُنسُجِ الحالِكاتِ مِنكَ نِقاباًوَاِحبُ شَمسَ النَهارِ ذاكَ النِقابا قُل لَها غابَ كَوكَبُ الأَرضِ في الأَرضِفَغيبي عَنِ السَماءِ اِحتِجابا وَاِلبَسيني عَلَيهِ ثَوبَ حِدادٍوَاِجلِسي لِلعَزاءِ فَالحُزنُ طابَا أَينَ سَعدٌ فَذاكَ أَوَّلُ حَفلٍ غابَ عَن صَدرِهِ وَعافَ الخِطابا لَم يُعَوِّد جُنودَهُ يَومَ خَطبٍ أَن يُنادى فَلا يَرُدُّ الجَوابا عَلَّ أَمراً قَد عاقَهُ عَلَّ سُقماًقَد عَراهُ لَقَد أَطالَ الغِيابا أَي جُنودَ الرَئيسِ نادوا جِهاراًفَإِذا لَم يُجِب فَشُقّوا الثِيابا إِنَّها النَكبَةُ الَّتي كُنتُ أَخشىإِنَّها الساعَةُ الَّتي كُنتُ آبى إِنَّها اللَفظَةُ الَّتي تَنسِفُ الأَنفُسَنَسفاً وَتَفقُرُ الأَصلابا ماتَ (سَعدٌ) لا كُنتِ يا (ماتَ سَعدٌ)أَسِهاماً مَسمومَةً أَم حِرابا كَيفَ أَقصَدتِ كُلَّ حَيٍّ عَلى الأَرضِوَأَحدَثتِ في الوُجودِ اِنقِلاباحسرةٌ عند أَنَّةٍ عند آهٍتحتَها زَفْرَةٌ تذيب الصِّلاباقُل لِمَن باتَ في (فِلِسطينَ) يَبكيإِنَّ زِلزالَنا أَجَلُّ مُصابا قَد دُهيتُم في دورِكُم وَدُهينافي نُفوسٍ أَبَينَ إِلاّ اِحتِسابا فَفَقَدتُم عَلى الحَوادِثِ جَفناًوَفَقَدنا المُهَنَّدَ القِرضابا سَلَّهُ رَبُّهُ زَماناً فَأَبلى ثُمَّ ناداهُ رَبُّهُ فَأَجابا قَدَرٌ شاءَ أَن يُزَلزِلَ (مِصراً) فَتَغالى فَزَلزَلَ الأَلبابا طاحَ بِالرَأسِ مِن رِجالاتِ (مِصرٍ) وَتَخَطّى التُحوتَ وَالأَوشابا وَالمَقاديرُ إِن رَمَت لا تُباليأَرُؤوساً تُصيبُ أَم أَذنابا خَرَجَت أُمَّةٌ تُشَيِّعُ نَعشاًقَد حَوى أُمَّةً وَبَحراً عُبابا حَمَلوهُ عَلى المَدافِعِ لَمّاأَعجَزَ الهامَ حَملُهُ وَالرِقابا حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجريشَفَقاً سائِلاً وَصُبحاً مُذابا وَسَها النيلُ عَن سُراهُ ذُهولاًحينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا ظَنَّ يا (سَعدُ) أَن يَرى مِهرَجاناًفَرَأى مَأتَماً وَحَشداً عُجابا لَم تَسُق مِثلَهُ فَراعينُ (مِصرٍ)يَومَ كانوا لأَهلِها أَربابا خَضَبَ الشيبُ شَيبَهُم بِسَوادٍوَمَحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضاباوَاِستَهَلَّت سُحبُ البُكاءِ عَلىالوادي فَغَطَّت خَضراءَهُ وَاليَبابا ساقَت (التَيمِسُ) العَزاءَ إِلَيناوَتَوَخَّت في مَدحِكَ الإِسهابا لَم يَنُح جازِعٌ عَلَيكَ كَما ناحَتوَلا أَطنَبَ المُحِبُّ وَحابى وَاِعتِرافُ (التاميزِ) يا (سَعدُ) مِقياسٌ لِما نالَ نيلَنا وَأَصابا يا كَبيرَ الفُؤادِ وَالنَفسِ وَالآمالِأَينَ اِعتَزَمتَ عَنّا الذَهابا كَيفَ نَنسى مَواقِفاً لَكَ فيناكُنتَ فيها المَهيبَ لا الهَيّابا كُنتَ في مَيعَةِ الشَبابِ حُساماًزادَ صَقلاً فِرِندُهُ حينَ شابا لَم يُنازِلكَ قارِحُ القَومِ إِلاّكُنتَ أَقوى يَداً وَأَعلى جَنابا عِظَمٌ لَو حَواهُ (كِسرى أَنوشَروانَ) يَوماً لَضاقَ عَنهُ إِهابا وَمَضاءٌ يُريكَ حَدَّ قَضاءِ اللَهِيَفري مَتناً وَيَحطِمُ نابا قَد تَحَدَّيتَ قُوَّةً تَملَأُ المَعمورَمِن هَولِ بَطشِها إِرهابا تَملِكُ البَرَّ وَالبِحارَ وَتَمشيفَوقَ هامِ الوَرى وَتَجبي السَحابا لَم يُنَهنِه مِن عَزمِكَ السِجنُ وَالنَفسُوَساجَلتَها (بِمِصرَ) الضِرابا سائِلوا (سيشِلاً) أَأَوجَسَ خَوفاًوَسَلوا (طارِقاً) أَرامَ اِنسِحابا عَزمَةٌ لا يَصُدُّها عَن مَداهاما يَصُدُّ السُيولَ تَغشى الهِضاباقَد كَشَفنا بِهَديِهِ كُلَّ خافٍوَحَسِبنا لِكُلِّ شَيءٍ حِسابا حُجَجُ المُبطِلينَ تَمضي سِراعاًمِثلَما تُطلِعُ الكُؤوسُ الحَبابا حينَ قالَ (اِنتَهَيتُ) قُلنا بَدَأنانَحمِلُ العِبءَ وَحدَنا وَالصِعابا فَاِحجُبوا الشَمسَ وَاِحبِسوا الرَوحَ عَنّاوَاِمنَعونا طَعامَنا وَالشَرابا وَاِستَشِفّوا يَقينَنا رَغمَ ما نَلقىفَهَل تَلمَحونَ فيهِ اِرتِيابا؟قَد مَلَكتُم فَمَ السَبيلِ عَلَيناوَفَتَحتُم لِكُلِّ شَعواءَ بابا وَأَتَيتُم بِالحائِماتِ تَرامىتَحمِلُ المَوتَ جاثِماً وَالخَرابا وَمَلَأتُم جَوانِبَ النيلِ وَعداًوَوَعيداً وَرَحمَةً وَعَذابا هَل ظَفِرتُم مِنّا بِقَلبٍ أَبِيٍّ أَو رَأَيتُم مِنّا إِلَيكُم مَثابا لا تَقولوا خَلا العَرينُ فَفيهِأَلفُ لَيثٍ إِذا العَرينُ أَهابا فَاِجمَعوا كَيدَكُم وَروعوا حِماهاإِنَّ عِندَ العَرينِ أُسداً غِضابا جَزِعَ الشَرقُ كُلُّهُ لِعَظيمٍمَلأَ الشَرقَ كُلَّهُ إِعجابا عَلَّمَ (الشامَ) وَ(العِراقَ) وَ(نَجداً)كَيفَ يُحمى الحِمى إِذا الخَطبُ نابا جَمَعَ الحَقَّ كُلَّهُ في كِتابٍوَاِستَثارَ الأُسودَ غاباً فَغاباكُلَّما أَسدَلوا عَلَيهِ حِجاباًمِن ظَلامٍ أَزالَ ذاكَ الحِجابا واقِفٌ في سَبيلِهِم أَينَ سارواعالِمٌ بِاِحتِيالِهِم أَينَ جابا أَيُّ مَكرٍ يَدِقُّ عَن ذِهنِ سَعدٍأَيُّ خَتلٍ يُريغُ مِنهُ اِضطِرابا شاعَ في نَفسِهِ اليَقينُ فَوَقّاهُبِهِ اللَهُ عَثرَةً أَو تَبابا* القصيدة طويلة فمن أراد الاستزادة فليرجع إلى ديوان الشاعر حافظ إبراهيم.وسلامتكم...