12 سبتمبر 2025
تسجيلفي السياسة هناك مبدأ يقول إنه "لا توجد عداءات دائمة وإنما مصالح باقية" ذلك يختصر المسافات السياسية ويؤكد أن العلاقات الدولية ترتكز إلى مبادئ تنظر إلى المصالح المشتركة وتجعلها حبلا سريا يخدم الطرفين، وبالتالي فإن العداءات ليس لها محل من الإعراب السياسي بينهما لأن الثابت هو المصالح والمتغير هو تلك العداءات.ذلك في حال كانت الأطراف غير ذات قواسم مشتركة كبيرة ومهمة، فكيف الحال إذا كانت هناك قواسم عميقة ذات ارتباطات وجدانية واجتماعية ووطنية ودينية ولغوية واقتصادية وقائمة تطول من المجالات التي يمكنها أن تضيّق أي مساحات للخلافات بين دولتين تربطهما تلك الروابط، وفي واقعنا العربي عموما والخليجي خاصة، تبقى المسائل والقضايا السياسية شأنا لقياداتنا، تختلف وجهات النظر والرؤى وذلك أمر طبيعي وظاهرة صحية في السياق السياسي العام، ولكن لا إمكانية لتطور الخلافات إلى اختلافات جوهرية تذوب معها القواسم المشتركة.ربما هناك إجماع على أن ما يحدث بين بعض دول الخليج من معكرات لصفو علاقتها ببعضها لا يتجاوز كونه سحابة صيف، وذلك مؤكد وحقيقي لأن الشعور الوطني العام متجانس ولا يسمح بحدوث تقلبات عدائية، وبالتالي غير مسموح لآخرين التدخل في الشأن الخليجي أيّا كانت سلامة نياتهم، لأن بروز الخلافات لا يحتمل تدخلات خارجية وإنما هي أمر تعالجه القيادات كالعهد بها، فهو أمر لا يمكن السماح بالتأويل فيه والاستغراق في تحليلات جدلية وعقيمة بعيدة عن الواقع وتقصي جذور التماسك الوطني والقيادي في استقراء حيثيات الواقع.لا يمكن النظر إلى خلاف خليجي على أنه عداء، ذلك ضد الواقع فالعملية السياسية باعتبارها من المتغيرات تحتمل اختلافات في وجهات النظر، ولكنها على الصعيد الخليجي غير قابلة للصعود بها إلى أي من مستويات الاستعداء والخصومة، ولذلك من الجيد ألا نحمل ذلك بأكثر من مجرياته الطبيعية التي تحدث بين الأخوة والأشقاء، فالود يبقى والخصام يذهب مع ريح الحل القيادي الذي يأتي عاجلا أو آجلا دون وساطات أو استقراءات غير منطقية للأحداث ينفخ فيها المزايدون ويلهبون الحالة العابرة بتفسيرات لها أهدافها وأجندتها المكشوفة، فما بين دول الخليج العربي أكبر من أن يتطور سلبا إلى خلافات أو صراعات، لذلك نأمل من خبراء الفتنة أن يمتنعوا عن آرائهم ويكفوا عن تحليلاتهم التي لا تتناسب مع الواقع ومعطياته.