16 سبتمبر 2025
تسجيلاسمحوا لي ان ابدأ مقالي ببيت شعر لأمير الشعراء احمد شوقي وهو: انما الامم الاخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ولاننا نؤمن بأن الاخلاق هي عماد صلاح اي مجتمع، والاخلاق ليست كلمة جامدة مجردة وانما هي قيم ومبادئ تؤثر في كل وقت ولابد ان نغرسها داخل ابنائنا وان ننميها داخلهم حتى يستطيعوا ان يواجهوا الحياة بكل منعطفاتها وذلاتها. فنحن نتفق على ان البشر قد يختلفون في الجنس والعرق واللون والثقافة واللغة والعقيدة واشياء اخرى ولكنهم يتفقون على القيم الاخلاقية فلا احد يستطيع ان يقول ان الصدق شيء مذموم حتى الكذاب يعلم ان الصدق خلق وهو لايتمتع به، واحترام عادات وتقاليد البلد الذي تقيم فيه ايضا من الاخلاق. فنحن اصبحنا نرى في مجتمعاتنا من عدم احترام لعاداتنا وتقاليدنا من تبرج وانحلال الكثير وذلك واضح وجلي في المولات والمجمعات التجارية والفنادق من عري وعدم ستر، فقد وصلتني رسائل كثيرة تحثني علىان اتحدث عن هذا التبرج الذي اصبح مصدرا يغضب الكثير ويثير غيرتهم على اخلاقنا وقيمنا وديننا الاسلامي الحنيف، وعلى ابنائنا من ان يروا مثل تلك الاشياء، واعلم ان هناك من سيقول انها حرية شخصية فكل شخص من حقه ان يرتدي ما يشاء، انا لا اعترض ولكن من الحرية احترام الآخرين واحترام الذوق العام، وانا هنا لا أتحدث عن الحجاب ولكني أتحدث عن الحشمة فلا يوجد دين او مذهب او ملة تدعو الى التبرج فكل الاديان السماوية تدعو الى التحشم والستر، حتى جاء الاسلام ورسولنا الكريم ليتمم مكارم الاخلاق فامرنا اسلامنا بالحجاب والستر فجعل المرأة جوهرة مصونة، واحترم جسدها فلم تصبح سلعة تقيم بجسدها بل امرها بان تحافظ على هذا الجسد ولا تتبرج تبرج الجاهلية الاولى، وهذا ما دفع كثير من الغربيات ان يعلن اسلامهن لما رأينه من احترام الاسلام للمرأة والحفاظ عليها وعلى قيمتها فهي لا تعامل على انها جسد فقط، كما ان هناك كثيرا من الطوائف الدينية الجديدة ظهرت في امريكا تؤمن بمبدأ وجوب محافظة المرأة على لباس ساتر محتشم، وهذا لما تتعرض له النساء هناك من انتهاكات بسبب التبرج وهذا في امريكا وهي بلد الحريات. أفليس من الأهم ان نطالب نحن بالتحشم في بلاد الاسلام والقرآن، وإليكم رأي كاتبة امريكية هي هيليسان ستانسبري وهي صحفية متجولة تراسل اكثر من صحيفة امريكية، قد قضت في احدى العواصم العربية عددا من الاسابيع فلما عادت الى بلادها قالت ان المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع ان يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول، فعندكم اخلاق موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الام والاب، وتحتم اكثر من ذلك هدم الاباحية الغربية التي تهدم اليوم المجتمع والاسرة في اوروبا وامريكا، امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة بل ارجعوا الى عصر الحجاب فهذا خير لكم من اباحية وانطلاق ومجون اوروبا وامريكا. هذا رأي الغرب فينا نعم انهم يحسدوننا على اخلاقنا وقيمنا واحتشامنا انهم يعلمون ان الدين الاسلامي لم يأت بشيء الى فيه خير وصلاح للفرد والمجتمع، وهذا ما يكتشفونه كل يوم، فاولى بنا ان نحافظ على تلك الموروثات وان ندعو دائما الى التمسك بهويتنا واخلاقنا التي تربينا عليها وألا ننساق وراء كل ماهو غربي او دخيل على عاداتنا واخلاق الاسلام وان نعلم علم اليقين ان الاسلام كامل لا نقصان فيه وان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم امرنا بعدم السكوت على المنكر، ومن المنكر ان نرى التبرج ونسكت عليه وكأننا لا يعنينا الامر، فيجب على الدولة زيادة التحذيرات وتشديد المخالفات، وانا اعلم ان الامر صعب ولكن مع الاستمرار وزيادة النشرات التحذيرية قد يكون هناك ردع الى من لاتراعي الاخلاق العامة ولا تهتم بمشاعر الآخرين. واخيرا اتمنى ان يكون هذا المقال تحدث بلسان كل من ارسل لي برسالة طالبا منى ان اتحدث في هذا الموضوع الذي يحتاج الى جهد كبير لنتوصل معه الى حل، والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه والله هو المستعان وسلامتكم. [email protected]