11 سبتمبر 2025

تسجيل

قليل الأدب هنا وهناك

25 مارس 2012

يدخل المحل بلا سلام ولا كلام، يأخذ ما يريد ووجهه عبوس، يرمي ثمن البضاعة التي اخذها، وحينما يجلس في مجالس الاصدقاء يتحدث عن (الادب في التعامل)، لا اعلم هل اضحك عليه ام اشفق لتناقضه، ويستمع اليه اصحابه ويأخذونه قدوة في طريقة حديثه، ولكني اقسم بالله إن رأوا طريقته في التعامل لنفروا منه، ولهجروا مجلسه، ولكن (الشكوى لله). حينما تتفلسف هذه الفئة (الغبية) بهذه الطريقة، ولا تفعل ما تقول، هنا تجد ان علامات التعجب كلها ترسم نفسها حول وجهك، كيف للانسان ان يعيش وهو مناقض لنفسه، كيف له ان يلقي اكبر المحاضرات حول الادب وهو لا يتأدب مع نفسه، ولا يعلم ما معنى الأدب، بل تجده احياناً لا يتأدب مع ربه (والعياذ بالله)، مثال على ذلك (يقوم بفتح اذاعة القرآن الكريم صباحاً، متجهاً للعمل (شيء طيب ان نفتتح يومنا بذكر الله)، ولكن ما هو ليس بطيب ان صاحبنا يشتم فلاناً لانه قد تجاوز سيارته، ويلعن ذاك لانه سبقه، ويأخذ الهاتف (ليثرثر مع صاحبه) الى ان يصل لدوامه، فأي أدبٍ اتبعه مع كتاب الله، اترك الجواب لكم، قد نسي الاية التي تقول (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، اي ان تُحضر قلبك وتتدبر ما تسمع له، بذلك تنال خيراً كثيراً، وعلماً غزيراً، وإيماناً متجدداً (فأي ادب يتحدث عنه، وهو من يجب ان يتأدب!!). ان الانسان في حياته اليومية يجد الكثير من التصرفات التي قد تضايقه، ولا يجد جواباً مقنعاً لهذه التصرفات، اقرب مثال (تجد البعض يسرع كي يصل للمسجد، وحينما يصل لا يكلف نفسه كي يدخل ويصلي تحية المسجد، بل يجلس في سيارته ويستمع للاغاني، الى ان يسمع (اقامة الصلاة)، ينزل من سيارته ويؤدي الفريضه ثم ما ان تنتهي الصلاة يستمع مرة اخرى للاغاني الى ان يثلج صدره كما يقول)، هل هذا ادب ان اسمع للغناء الماجن امام بيت الله؟ ام ان الادب ان استمع لكلمات الحب بعد لقائي برب العالمين وسجودي بين يديه، هذا قلة ادب وليس ادبا يا صاحبي. هناك الكثير من المواقف التي تثبت قلة ادب الانسان، ولكن بالمقابل يجب علينا ان نقوم بتأديبه وتربيته على ايدينا، فكما قيل من لم يجد التربية في منزله فسيجدها ولو بالشارع حتماً، لا يجب علينا السكوت (والتفرج) الى ان ينهلك قليل الادب بيننا، نقدم له النصيحة بطريقة غير مباشرة، نقدم له وسائل عديدة ليقلد الاخلاق واصحاب الاخلاق، فمن يدري لعل الله تعالى يكتب له (الادب) على ايدينا. فكرة: يجب ان نتعلم منهم الادب فهم عكس التيار، بالرغم ان ما يفعلونه خارج عن نطاق الادب، من هذه النقطة يجب ان ناخذ تصرفاتهم ونعكسها كي نتماشى مع اخلاقنا، فكما قيل للقمان الحكيم: ممن تعلمت الادب؟ قال: من قليلي الادب. دقيقة: في المكتب، في الشارع، في كل مكان وحتى في (بيوتنا) نجد الكثير ممن نلقبهم (بقليلي الادب)، فلا يجب ان تتوقف حياتنا بامر من الفاظهم، بل يجب ان نسعى جاهدين بتصرفاتنا واخلاقنا كي يتيقنوا يقيناً صادقاً اننا قد تربينا افضل تربية. لحظة: قال النبي عليه السلام (ادبني ربي فاحسن تاديبي)، افلا نتخذه قدوة ونقتدي بادبه؟ [email protected]