11 سبتمبر 2025

تسجيل

فداك قلبي يا أبي.. شكراً مستشفى القلب

25 مارس 2012

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. اللهم رب الناس أذهب الباس.. اشفه انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.. الشكر والثناء للمولى عز وجل الذي يقول في كتابه الكريم: "وإذا مرضت فهو يشفين" فنعمة الصحة أغلى النعم من رب الأرباب سبحانه وتعالى!!.. نعم كل هذه العبارات انطلقت من لساني عندما دخل والدي مستشفى القلب بالدوحة لإجراء قسطرة في القلب، فذلك القلب الذي كان ومازال ينبض بحب الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والحرقة على أحوال الأمة الإسلامية والإخلاص لولاة أمر هذه البلاد في طاعة الله.. توعك وزادته الأوجاع ألماً وشاركناه الألم.. ولمَ لا؟ فهو الأب الموجه الناصح طيب القلب رقيقه.. ولم لا وهو الأب المربي الداعية العالم المتواضع الذي لم يسع في يوم من الأيام لسمعة إعلامية أو أضواء الشهرة وهو ما يستحقه؟.. ولم لا وهو الأب الناصح الذي يحترق قلبه ألما وكمداً على ما يحصل للأمة الاسلامية من مفاجع ومصائب؟.. كان قلبك هو قلبي.. ونبضه نبض أفئدة محبيك.. وآلامه آلامنا.. ووجعه أوجاعنا. دخلت المستشفى فكنا نتمنى أن نكون مكانك، ولا يصيبك مكروه.. أخذوا منك الدم، وكنا نتمنى أن دماءنا مكان قطرة من دمك.. التف حوله الأبناء والبنات.. الأصحاب والأصدقاء.. الشيوخ والوزراء.. العلماء وطلاب العلم.. فقد كان قلبه لهم محباً، ولسانه لهم ناصحاً موجهاً.. اكتظت غرفته بالزوار، حتى لا حظنا الإعياء والتعب عليه، وكان يصر علينا نحن ـأبناءه ـ ألا نمنع أحداً من زيارته، فلولا حب هؤلاء له لم يحضروا مطمئنين.. بل إن بعضهم قد حضر على كرسيه المتحرك ليطمئن على صحة الوالد، وكان يقولون لنا: "يا أبنائي.. أحسنوا علاقتكم بالله واسعوا لرضاه يرضى عنكم الناس.. ابتغوا حب الله، يحبب الخلق إليكم". كان وهو في قمة الإعياء ينصح ويوجه ويرشد من يزوره ويشكره.. مبتسماً راضياً بقضاء الله وقدره.. وفي خضم هذه الأمور كان يشكر سمو الأمير المفدى وولي العهد الأمين، وكل القائمين على شؤون الصحة في قطر على هذا المستشفى الرائع، ويؤكد لنا وجهة نظره ـ عندما حاول معه البعض أن يستشفي في أحد المستشفيات الأجنبية ـ أن في قطر أفضل الخدمات الصحية.. نعم فقد كان مستشفى رائعاً بنظافته، ورقي معاملة العاملين فيه، وكفاءة الأطباء الموجودين فيه، وسعة صدرهم. هذا المستشفى الذي تظهر فيه المساواة بأسمى معانيها، فلا فرق بين قطري ومقيم، فكل له نفس المعاملة وكل في غرفة مستقلة، يحظى بنفس الرعاية. ولا يسعني إلا أن أشكر الدكتور صلاح عرفة الطبيب المسلم، الذي لم يبخل بوقته ولا جهده على والدنا الحبيب.. والشكر موصول لأصحاب السعادة الشيوخ والوزراء والعلماء وطلاب العلم والأصدقاء لنا وللوالد على تفريغ جزء من أوقاتهم، لزيارة الوالد والاطمئنان عليه. وأخيرا: فداك قلبي وروحي يا أبي.. يا فخرنا ويا عزنا.. ونسأل الله تعالى أن يحفظك لنا موجهاً وناصحاً أباً رحوماً حانياً، ونسأله تعالى أن يحفظ لنا قطر، وأميرها سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين، وشيوخها ومواطنيها والمقيمين عليها، وأن يجعلها واحة أمن وإيمان وسلام واطمئنان.   [email protected]