15 سبتمبر 2025
تسجيلتألقت دولة قطر مع تألق حضرة صاحب السموأميرها مرات عديدة خلال أسبوع واحد حفل بأحداث شديدة التأثير على قطر وعلى العرب والمسلمين وعلى مستقبل الطاقة في العالم، حيث زار الدوحة زعيمان يمثلان جناحي الأمة المسلمة مشرقا ومغربا وهما فخامة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وفخامة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهما يرأسان دولتين شقيقتين لقطر ولديهما من الإمكانات الطبيعية والاقتصادية والاستراتيجية ما يبوئهما مكانة مهمة في عالم اليوم مع بروز ظاهرة أزمة الغاز جراء الأزمة الروسية الأوكرانية. وكانت زيارة الرئيس الجزائري فرصة لدعم التعاون الثنائي بين قطر والجزائر بمد خط بحري بين البلدين وإنجاز مصنع عملاق للصلب بمبلغ ملياري دولار وحماس رجال الأعمال القطريين لجعل الجزائر قطبا سياحيا عالميا متميزا بالثراء الطبيعي لهذا البلد المغاربي الشاسع بسواحله المتوسطية وسلسلة جبال الأطلس الشامخة ورحابة الصحراء الإفريقية التي تشكل أروع المحفزات للسياحة الصحراوية، وأكبرها في القارة الإفريقية إلى جانب قربها من القارة الأوروبية الجارة، ثم استقبلت قطر فخامة الرئيس الإيراني الذي تربطه بأخيه صاحب السمو أمير البلاد علاقة متميزة، وذلك في محطة حساسة من العلاقات الدولية وتقلباتها ومحاولات ركوب إسرائيل على الأحداث لتضرب المفاوضات الجارية بين الغرب وإيران حول ملفها النووي. ثم جاء الحدث الثالث في نفس الأسبوع حين أشرف حضرة صاحب السمو على أشغال القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز والتي اقترحت دولة قطر أن تنعقد تحت شعار:(الغاز الطبيعي رسم لمستقبل الطاقة)، واختتم حضرة صاحب السمو أعـمـال القمة، وصولا إلى اعتماد "إعلان الدوحة" الذي جاء استجابة للتحديات والمتغيرات التي نشهدها مــن حـولـنـا ومـتـزامـنـا مــع مـرحـلـة جــديــدة يـسـاهـم فيها الـغـاز الطبيعي بـرسـم الـطـريـق نحو مستقبل أكثر اسـتـدامـة، كما قال سموه مضيفا: إن القمة أكـدت إيـمـانـنـا بــأن الــحــوار هــوالـسـبـيـل الأمــثــل لتحقيق التوافق وتعزيز التعاون وحماية مصالح المنتجين والمستهلكين لما فيه خير شعوبهم. ونوه سموه إلى أن دولة قطر ترحب بالعمل مع الجميع ليعم الخير والأمن والاستقرار كافة الشعوب وفــي افـتـتـاح أعــمــال الـقـمـة أوضــح حـضـرة صـاحـب السمو أن قمة الدوحة تنعقد وسط التحديات التي مـا زالــت تفرضها جـائـحـة فـيـروس كـورونـا مـنـذ ما يـزيـد عـلـى الـعـامـين تـاركـة بصماتها عـلـى مختلف مناحي الحياة البشرية حول العالم؛ فقد ظهر جليا أن المرونة والتعاون الدولي ما زالا من العوامل المهمة فــي تـحـويـل الـتـحـديـات إلــى فـــرص، وفــي الانـتـقـال إلــى وضــع طـبـيـعـي جـديـد يـضـمـن اسـتـمـرار الـنـمـو والازدهار الذي يسعى الجميع لتحقيقه. وقال سموالأمير: إن هذه الجائحة شكلت عاملا داعما لتجديد الحوار العالمي حول التحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء؛ ومنها التغير المناخي والـتـحـول إلـى طاقة منخفضة الكربون. ومن جهته، أكد الأمـين العام لمنتدى الغاز أن العصر الذهبي للغاز ما زال قائما. وفي افتتاحيتها أكدت جريدة الشرق الغراء أن إعلان الدوحة لفت الاهتمام إلى أهمية الـتـوافـق والـتـعـاون مـن أجـل تحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين، وبتلك الكلمات التي أجمعت على دقـة التنظيم ووضــوح الـفـكـرة وتحديد الـهـدف جـاء إعـلان الـدوحـة ليرسم خريطة طريق تعزز دور الـغـاز المستقبلي. وكما نـوه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، فإن اعتماد «إعلان الدوحة» جاء استجابة للتحديات التي نشهدها من حولنا ومتزامناً مع مرحلة جديدة يساهم فيها الغاز الطبيعي برسم الطريق نحومستقبل أكثر استدامة. إن نجاح قمة الدوحة تمثل في تأكيدها على أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق التوافق وتعزيز التعاون وحماية مصالح المنتجين والمستهلكين لما فيه خير شعوبهم، كما خرجت قمة الدوحة بمقاربة جديدة تستجيب لتحديات المحطة الراهنة؛ وبـذلـك تـؤسـس قـمـة الـدوحـة لمـرحـلـة جـديـدة سيجني العالم ثمارها أمنا ورخاء واستقرارا. وفي ملف مختلف شــاركــت دولـــة قـطـر فــي الــــدورة الـسـادسـة والــعــشــريــن لـلـمـجـلـس الـــــوزاري المـشـتـرك بــين مـجـلـس الــتــعــاون لـــدول الـخـلـيـج العربية والاتحاد الأوروبي التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتـــرأس وفــد دولـــة قـطـر فــي أعــمــال الـــدورة سـعـادة الـسـيـد سـلـطـان بـن سـعـد المـريـخـي وزير الدولة للشؤون الخارجية. وقـــال ســعــادتــه فــي كـلـمـة دولـــة قـطـر أمــام الــــــدورة: إن الاجــتــمــاع يــجــســد الــحــرص المـشـتـرك والـرغـبـة الـصـادقـة فــي اسـتـمـرار الـتـعـاون وتـعـزيـز الـتـبـاحـث بـغـيـة الارتـقـاء بــالــعــلاقــات بـــين دول مــجــلــس الــتــعــاون والاتحاد الأوروبي إلى آفاق أرحب وأوسع، ولـفـت إلــى أن الاجـتـمـاع يـعـقـد خــلال فترة يعيش فيها الـعـالـم تـحـديـات كـبـيـرة وغير مسبوقة على مستويات مختلفة اقتصادية وصــحــيــة وبــيــئــيــة وأمـــنـــيـــة. وأوضـــح أنــه مـــع اســتــمــرار جـائـحـة كــورونــا وآثــارهــا الاقتصادية، وكذلك استمرار وتيرة التغير المـنـاخـي وتصاعد حـدة الـتـوتـرات فـي عدد مـن مـنـاطـق الـعـالـم، نـجـد أن الأمــر يستدعي ضـــرورة تـضـافـر جـهـود المـجـتـمـع الــدولــي للتعامل مع هذه القضايا في إطار التعاون الدولي الـذي تلعب فيه التكتلات الإقليمية مـثـل مجلس الـتـعـاون الخليجي والاتـحـاد الأوروبـــي أدوارا مـهـمـة. هذه بعض ملامح أسبوع من الحضور الناجع للدبلوماسية القطرية في الإقليم وفي العالم خلال أيام معدودة وتبدو دولة قطر للملاحظين في كل أرجاء العالم خلية نحل حية تترك بصماتها على أحداث التاريخ بإصرارها على التواجد في صلب القضايا السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية.