16 سبتمبر 2025
تسجيل* دارت مراسلات بين الشاعر محمود سامي البارودي والأمير شكيب أرسلان.. وكان البارودي مع المنفيين في جزيرة سيلان إثر الثورة العرابية.. ومن هذه المراسلات هذه القصيدة التي كتبها البارودي للأمير شكيب:أَدِّي الرسالةَ يا عُصفورَةَ الواديوباكِري الحَيَّ من قَولي بإنشادِتَرَقَّبي سِنَةَ الحُرَّاسِ وانطلقيبين الخمائلِ في لبنانَ وارتاديلَعَلَّ نغمة ودِّ منكِ شائِقَةًتَهُزُّ عَطْفَ شَكيبٍ كَوْكَبِ الناديهُوَ الهُمَامُ الذي أَحْيَا بِمنطِقِهِلسانَ قَومٍ أَجَادوا النُّطْقَ بالضَّادِتَلْقَى بِهِ أَحْنَفَ الأَخلاقِ مُنْتَدياًوفي الكَريهةِ عَمْراً وابنَ شَدَّادِأَخى وداداً وحسبي أَنَّهُ نَسَبٌخالي الصَّحيفةِ من غِلٍّ وأَحْقادِعَذْبُ الشَّريعةِ لَوْ أَنَّ السَّحابَ هَمَىبِمِثْلِهِ لم يَدَع في الأرضِ من صَادِ* فرد عليه الأمير شكيب أرسلان بهذه القصيدة:هَلْ تَعْلَمُ العيسُ إِذْ يَحْدو بها الحَاديأَنَّ السُّرَى فَوْقَ أَضلاعٍ وأكبادِوهل ظَعَائِنُ ذَاكَ الركبِ عالمةٌأَنَّ النَّوى بين أَرواحٍ وأَجسادِتَحَمَّلوا فَفُؤادي منذُ بَينهِمِفي إِثْرِهم نَضْوُ تَأْويبٍ وإِسآدِيَرْتَادُ مَنْزِلَهم في كُلِّ قَاصِيَةٍوَحَجْبُهُ لو دَرِى أَحرى بِمُرتادِبين الجَوانحِ ما لَوْ أَنْتَ جائِبُهُأَغْنَاكَ عن لَفِّ أَغوارِ بأَنْجادِوفي الفؤادِ كَشَطْرِ الكَفِّ بادِيَةٌفي جنبها تيهُ مُوسى ليس بالباديكَمْ بِتُّ أَنْشدُ أَحبابي وأَنْشدُهُمْفي الهندِ، يا شدَّ ما أَبْعَدتُ إِنشاديوَلَوْ أُناجي ضَميري كنتُ مُسْمِعَهمقَولي كأَنَّهمو في الغَيْبِ أَشهاديمَنْ كانَ دُونَ مَرامي العيسِ مَنْزَعُهُفَلى هوىً دونَ أَمْواجٍ وأَزبادِهَوَى بأَرْوَعَ لَوْ أَنَّ الزَّمانَ دَرَىلما أَحَلَّ سواهُ الصَّدرَ بالنادي* أنظر كتاب المختارات الشعرية وقضايا الوطن العربي للأستاذ عبدالعزيز شرف.وسلامتكم...