30 أكتوبر 2025

تسجيل

لغتنا شجرة طيبة

25 فبراير 2016

تعتبر اللغة العربية إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، فهي لغة الإسلام ولغة القرآن المجيد ولغة الحديث الشريف، لغة التدوين والتأليف في الإسلام لغة التخاطب والتفاهم بين سائر المسلمين في الدنيا والآخرة، فهي الصلة بين الله تعالى وعباده وبين رسوله وأمته وبين شرعه وعباده، وبين الأوائل والأواخر وبين الغائبين والحاضرين، فهي تحفظ كيان الأمة العربية وتبرز هويتها، وتحميها من الضياع بين سائر الأمم والحضارات الأخرى، فلقد أنزل الله عز وجل كتابه الكريم باللسان العربي المبين، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم مبلغا الكتاب والحكمة بمنطقه العربي الفصيح وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به ومتحدثين بلغته الفصحى ولم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان العربي المبين وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على اهل الدين في معرفة دين الله واقرب إلى إقامة شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم.إن التحدث باللغة العربية الفصحى يؤثر على العقل والخلق والدين، فهي تنمي العقل وتؤدي إلى استيعاب الأمور، وبالتالي فالمرء يعمل على رفعة الخلق، والتمسك بالدين بسبب فهم الشريعة عن طريق اللغة العربية، فقد انتشرت حيث انتشر الإسلام وكما انتصر الإسلام على سائر الأديان في البلاد التي فتحها كذلك انتصرت معه اللغة العربية على اللغات الأخرى التي انقرض معظمها وصارت في عداد اللغات الميتة وكفى لغتنا العربية فخرا أن خصها الله تعالى لتكون لغة القرآن الكريم من بين لغات العالم كافة، يقول الله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها) الشورى:7، وهذا أبلغ دليل على عدم ضياع لغتنا لأن الله حفظها لكنها اضمحلت على أيدينا وبسببنا نحن لأننا أهملناها وابتعدنا عنها لنتقرب من لغات لا طعم لها ومصطلحات لا نفهم لها معنى، فكان بعدنا عن لغتنا هو مأساتنا الحقيقية، فلو أن للغة العربية لسانا لنطقت وقالت أهنتموني وضيعتموني في زمنكم هذا، حقا وصلت لغتنا إلى أن أصبحت لغة هجين ضاعت هيبتها وجمالها وملامحها بين اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية وبين اللغة العامية، إن لغتنا شجرة طيبة جذورها نحو وأشعار وبحور، وجذعها بلاغة وإطناب وجناس، وأغصانها سجع وكناية، وثمارها مدح وتورية وهجاء، لقد أدرك العالم بإثره الترابط الوثيق بين اللغة العربية والدين الإسلامي وعرفوا أن الإسلام لا يفهم إلا باللغة العربية وأدركوا أن اللغة العربية ركن جوهري من القرآن الكريم وأن اللغة العربية أساسا في قدرة الشريعة الإسلامية على حل مشكلات الحياة ومتطلباتها ومن العوامل الكبرى في تمكين فكرة الوحدة الاسلامية وأنها وشيجة قوية من وشائج الأخوة الاسلامية من الشرق إلى الغرب.