16 ديسمبر 2025

تسجيل

ميليشيات الطوائف العراقية وتفجير العراق؟

25 فبراير 2015

تتعمق كل يوم في العراق صور وممارسات التدهور في الوضع الأمني، وتتعملق الميليشيات الطائفية التي تمارس الجريمة المنظمة تحت رايات فتاوى (الجهاد الكفائي)!، وتنفذ سيناريوهات تمزق وتمزيق مجتمعية مؤلمة باتت ترسم بظلالها الدموية الخطوط الرئيسية لعملية (تقسيم العراق) لكانتونات طائفية مريضة متصارعة ضمن خطة مركزية للإحلال والتبديل الديموغرافي والمذهبي للمدن العراقية ووفق أسلوب يتشابه تماما وأسلوب العصابات الصهيونية في ممارسة أقصى درجات الإرهاب الدموي ضد المدنيين ودفعهم للهجرة والهروب وهو ما تجسد بوضوح في معارك ديالى التي خاضتها عصابات الحشد الطائفي وحيث تم منع السكان الأصليين من العودة لمناطقهم ومساكنهم تحت طائلة القتل! وهو ما حصل فعلا وميدانيا في مجزرة بروانة الطائفية القذرة وحيث تم قتل أكثر من 72 مواطنا عراقيا بدم بارد أمام عيون أهاليهم والأجهزة الأمنية أيضا؟ ولعل في عملية إختطاف وقتل الشيخ قاسم الجنابي ورفاقه من قبل ميليشيات بدر مؤخرا دليل مضاف على إستهتار تلكم الميليشيات بجيش الدولة وأجهزتها الأمنية وتحولها لمركز قوى فاعل في محاولة لإلغاء الدولة وأجهزتها واستبدالها بعناصر الميليشيات التي تريد التحول لدولة طائفية متكاملة الأركان. لقد أعرب السياسيون العراقيون وخصوصا في معسكر القوى السنية والقوى الوطنية الليبرالية عن رفضهم لما يجري من حث وحشد طائفي وعمليات قتل ممنهجة ومبرمجة وفقا لأجندات طائفية واضحة، فقبل أسابيع قليلة تم اغتيال عدد من أئمة السنة في البصرة بجنوب العراق وتحديدا في قضائي الزبير وأبي الخصيب بدم بارد على يد ميليشيات طائفية معروفة دون أن تكشف السلطات المحلية أو المركزية عن القتلة أو تقدمهم للقضاء !!رغم أنهم معروفون للجميع بالصوت والصورة! ، بل زاد الطين بلة إقدام نفس العصابات الطائفية المتطرفة ذات الحمولة الفكرية الإرهابية الرجعية بقتل أربعة من فناني البصرة في أبي الخصيب! لكونهم أقاموا حفلة غنائية!!؟ وهي جريمة إرهابية بشعة لم يركز عليها الإعلام؟. لقد طالبت القوى الوطنية العراقية بنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة حصرا وقواها الأمنية؟؟ وهو مطلب واقعي و لكنه خرافي لن يجد أبدا تطبيقاته على أرض الواقع؟ فالحكومة أصلا هي حكومة ميليشيات طائفية مسلحة؟ والموكل بإدارة وتنفيذ هذا الأمر وهو وزارة الداخلية التي يقودها ويرسم استراتيجيتها أحد زعماء تلك الميليشيات المسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل العراقيين؟ وهي منظمة أو عصابة بدر التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي يقودها العميد الحرسي هادي العامري ولكون وزير الداخلية محمد سالم الغبان أحد عناصرها القياديين؟ ثم إن عصابات طائفية خطرة ومسعورة من أمثال (العصائب) أو (كتائب حزب الله) أو تنظيم ( الخراساني )!!! العاملة ضمن إطار ما يسمى بالحشد الشعبي باتت اليوم أقوى من الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية بكثير؟ ، بل إن الدولة بأسرها تخضع لها وتأتمر بأوامرها، فيما تحول البرلمان لظلال باهتة ، وفشلت العملية السياسية الكسيحة أصلا. لقد تم التعرف منذ اللحظات الأولى على هوية منفذي الإغتيال الإجرامي البشع للشيخ قاسم الجنابي ورفاقه؟ وكشفت هوية وإنتماء الفاعلين؟ فماذا فعلت السلطات؟ لاشيء بالمرة لكون حاميها حراميها!! ولكون رئيس الحكومة حيدر العبادي تحول لأشبه باليتيم على مأدبة اللئيم!! وهو أصلا رئيس حكومة ميليشياوية لا يستطيع نزع سلاح نملة طائفية واحدة!، الأوضاع في العراق تتجه نحو نهايات دموية تقسيمية واضحة في ظل عجز السلطة القاتل عن كبح جماح ميليشياتها التي تغولت لتلتهم حتى صانعيها كوحش فرانكشتاين الخرافي تماما؟. العراق بعد أن تحول لمعسكر كبير هو اليوم في مهب الريح وفي طريق السقوط والانفجار الكبير ما لم تحدث معجزة..!. وقد انتهى عصر المعجزات؟