15 ديسمبر 2025
تسجيلفي دراسة أمريكية حديثة كشفت أن الوفاء والحب لا يكفيان وحدهما لإنجاح العلاقة الزوجية وتحقيق السعادة للأسرة، حيث توصل البروفيسور هوارد ماكمان أستاذ الطب النفسي بجامعة دنفر إلى أن العنصر الثالث الذي يحقق هذا النجاح هو قدرة الزوجين على مواجهة أي خلافات بأسلوب إيجابي يضمن تجاوز أي أزمات.من جهتها أكدت د. علياء شكري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة على ضرورة حرص الزوجين على وجود نقطة التقاء مشتركة وبحث أسباب الخلافات حتى لا تخرج السعادة من بيتهما الذي يتحول إلى أنقاض تصعب إعادة بنائه. وقالت كذلك إنه حتى لا يتسلل الملل أو الخلافات بين الزوجين يجب أن يتنبه كل منهما إلى ما قد يسببه للآخر من منغصات وأن يتنافس الزوجان بصفة دائمة ويتفهم كل منهما الآخر حتى يكون هناك توازن في حياتهما، فالزوجة تمكنها مناقشة ما تريده مع زوجها في لحظات الهدوء لإزالة أسباب أي مشكلة تعكر حياتهما، وألا تستقبل بالأسئلة وهو في حالة ضيق وتوتر، وألا تتفوه بألفاظ جارحة أو تظهر عدم تحملها لظروفه. وأضافت أن الزوج يجب أن يشعر بأنه مسؤول عن الأسرة، وأن يعلم أن صمته داخل المنزل قد يكون سبب الخلافات وليس اتهامه لزوجته بالثرثرة، فالحوار بينهما يجب ألا يكون من طرف واحد، خاصة فيما يتصل بأمور الأسرة والأولاد والحياة وكل ما يهمهما، كما يجب عليه أن يشعر بها ويحس بآلامها ولو لم تتحدث عنها، وأن يدللها من وقت لآخر..وقد حرصت على تجميع بعض النقاط المهمة التي يجب عليكم اتباعها لعلاج المشكلات الأسرية: - 1- تفهم الأمر، هل هو خلاف أم أنه سوء فهم فقط، فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم، فلربما أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم. 2- الرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجلّ، وفي هذا تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك. 3- معرفة أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب وأن من البلاء الخلاف مع من تحب، وقد قال محمد بن سيرين: إني لأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي. 4- تطوير الخلاف وحصره من أن ينتشر بين الناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن. 5- تحديد موضع النزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة، أو فتح ملفات قديمة، ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف. 6- أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها، ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش، فإن هذا قاتل للحل في مهده. 7- في بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق، فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس. قال تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا. ولم يغب عن بالي تلك الإيجابيات عندك، ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا، فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور. 8- لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين، وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفس وتتم المطالبة بها. 9- الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه، وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك، وينبغي للطرف الآخر شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ، فالاعتراف (بالخطأ خير من التمادي في الباطل)، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب، فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط، بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية، يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها. 10- الرضا بما قسم الله تعالى، فإن رأت الزوجة خيراً حمدت، وإن رأت غير ذلك قالت كل الرجال هكذا، وأن يعلم الرجل أنه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات واختلاف وجهات النظر. 11- لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب، وإنما يتريث فيه حتى تهدأ النفوس، وتبرد الأعصاب، فإن الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب. 12- التنازل عن بعض الحقوق، فإنه من الصعب جداً حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه. 13- التكيف مع جميع الظروف والأحوال، فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل، ولا متأفف ولا متضجر، فالهدوء وعدم التعجل والتهور من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة.14- يجب أن يعلم ويستيقن الزوجان أن المال ليس سبباً للسعادة، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم، وإنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة عن الطمع. 15- غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود.16- يجب تعلم التسامح والتغاضي عن الأخطاء، فالزوجة ليست ملاكا %100 وليست خادمة مطيعة %100، لكنها إنسانة تشعر بالتعب والملل والإرهاق وبحاجة للراحة. 17- يجب التعود على الصراحة التامة وعدم إخفاء أي أسرار بين الزوجين إلا إذا كانت ستسبب مشاكل للطرف الآخر. 18- عقد جلسات مصارحة في مكان مناسب ووقت مناسب ونفسية مهيأة للاستماع، مع كلمات رقيقة بعيدة عن الاتهام والتشهير، فكم من مشكلة تم حلها وعلاجها بسبب جلسة مصارحة ووئام، فكل شيء يمكن إخضاعه للمناقشة، وكما قيل ((الصراحة راحة)).باختصار سأتحدث عن القلب: - هو مصدر سعادتنا وليس البنك ولا المعدة وأن الكوخ الذي تضحك فيه المرأة خير من القصر الذي تبكي فيه والمرأة السعيدة هي من تجد رجلا تحبه ويحبها وخير ما يكسب الرجل بعد تقوى الله عز وجل امرأة جميلة والجميلة هي الوفية المصونة الصبورة العاشقة لزوجها ذات اللسان الحلو.أخيرا همسة من القلب إلى القلب: - إن الكرامة بألا تصدقي أي كلمة جارحة من إنسان غاضب وأن تصدقي كلامه عندما يكون هادئا وتسامحي فورا، لأنك قد نسيت كل الشتائم وأدركت أهمية سماع الكلام المفيد.