13 ديسمبر 2025

تسجيل

احذر جماعة الـ "هاك"

25 يناير 2022

قبل قيام منظمة الأمم المتحدة كانت هناك عصبة الأمم، وكانت تعيسة كغيرها من التجمعات أي «لا تهش ولا تنش»، وتربط ولا تحل. وفي الولايات المتحدة اكتشفت الشرطة قبل أشهر قليلة عصبة أمم إجرامية تضم أمريكان وصينيين وأوكرانيين وأستونيين وبيلاروسيين (نبهت مرارا إلى أن تفكك الاتحاد السوفيتي كان كارثة على طلاب المدارس فقد كان الاتحاد السوفيتي دولة واحدة وعاصمتها موسكو، وفجأة ظهرت دول يصعب على غوغل نفسه التعرف عليها.. دعك من تترستان وقرقيزيا. عندما شنت روسيا قبل سنوات حربا على جورجيا اتضح أن هناك دولة أو مشروع دولة اسمها أوسيتيا الجنوبية.. يا نهار زي بعضه.. معنى هذا أن هناك أوسيتيا شمالية، وأنا صحفي محترف، ويقال إنني متخصص في السياسة الدولية وما حد أعطاني خبر عن أوسيتيا بشمالها وجنوبها، ثم جاءت الصفعة الأخرى: هناك بتاع اسمه أبخازيا أيضا طرف في النزاع.. على كل حال حصل خير فهو اسم سهل الحفظ وهو أفضل من ناغورنو كرباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.. وفي منطقة البلطيق وحدها ظهرت دول زي قلتها مثل أستونيا ولاتفيا ومولدوفا.. وتشتهر الأخيرتان بأن مواطنيهما يبيعون الكلية الواحدة ب2000 دولار في بقالات طبية في تركيا وإسرائيل، وعندنا في أفريقيا دول خيرها كافي شرها ولا يسمع بها أحد إلا مرة كل بضع سنوات ومنها بتسوانا وإسواتيني المعروفة باسم سوازيلاند ولا يعرف العالم عنها سوى ان ملكها يختار زوجة جديدة كل سنة يختارها من طابور عرض تشارك فيه مئات البنات اللواتي يرشحهن حكام مختلف المدن والقرى). ما علينا: الشرطة الأمريكية اكتشفت عصابة دولية نجحت في سرقة تفاصيل أكثر من مائة مليون بطاقة ائتمان. فبمنتهى البساطة يقوم عضو في العصابة بالجلوس قرب مجمع تسوق ضخم حاملا كمبيوتر لابتوب وفي ظل وجود نظام الانترنت اللاسلكي يسهل عليه دخول شبكة المجمع (هاك hack وبالمناسبة فإن من الأخطاء الشائعة عندنا أننا نسمي كل من يمارس اختراق حسابات النت بأنه هاكرز، بينما الصحيح ان الفرد الذي يفعل ذلك «هاكر hacker» لأن هاكرز تعني أن ممارسي الاختراق أكثر من واحد، وفعل الاختراق نفسه اسمه «هاك») المهم.. إن أفراد العصابة يقومون برصد وتسجيل بيانات بطاقات المتسوقين أثناء استخدامهم لها، ويكون ذلك بوضع كاميرات صغيرة أمام أجهزة الصرافة الآلية. وبعدها يتم تدوين البيانات في بطاقات ممغنطة، وإرسالها إلى خارج الولايات المتحدة ومعها الأرقام السرية فيتم شفط الملايين من حسابات خلق الله! وأغرب ما في الموضوع أن زعيم العصابة، ألبرت غونزاليس ظل يمارس نشاطه تحت حماية الشرطة الأمريكية، فقد ظل مخبراً يتعاون مع الشرطة السرية في الكشف عن المجرمين منذ سنوات بعيدة، ولهذا كان بعيدا عن الشبهات، ولولا أن لصاً ضبطوه يستخدم بطاقات مسروقة مزورة وشى به، لظل يجمع الملايين الى ما يشاء الله وهو تحت حماية الشرطة. وبهذا يتضح أن استخدام بطاقات الائتمان في الدول الغربية أكثر خطرا من استخدامها في دولنا النامية والنائمة، بل إن هناك موقعا على الانترنت يحمل اسم DumpsMarket متخصص في بيع تفاصيل بطاقات الائتمان المسروقة، ولكن عضويته محصورة في ذوي السجلات الإجرامية.. يعني إذا أردت الاشتراك فيه فإن عليك تقديم سي. في. أي سيرة ذاتية بها شهادات موثقة من الشرطة والمحاكم تؤكد أنك مجرم «مُصفى» وصاحب سجل إجرامي «مشرِّف»،.. وكثير من الناس لا يترددون في استخدام بطاقاتهم لشراء سلع عبر الإنترنت وهؤلاء هم الأكثر قابلية لفقدان بيانات بطاقاتهم. طبعا هناك مواقع موثوق بها مثل إيباي وأمازون، ولكن مواقع الاستهبال بلا حصر خاصة في مجال بيع الأدوية، حيث لا تفقد فقط بطاقتك ونقودك بل تحصل على أدوية مغشوشة في غالب الأحوال. (ونصيحة من شخص عمل طويلا في شركة اتصالات: حاول بقدر الإمكان عدم إجراء عمليات مصرفية من هاتفك الجوال، لأن اختراق الهواتف أسهل من اختراق الكمبيوتر). ‏[email protected]