28 أكتوبر 2025
تسجيللم تعد الصالونات الثقافية كما كانت من قبل، من حيث انتشارها وتوهجها والحديث عنها، ففي الماضي كانت تكثر بشكل يعود صداها على الحضور وكذلك على المتابعين والمثقفين وهواة الفن ربما كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت في المقدمة لعوامل كثيرة، وبالتالي أصبح لها تأثيرها.. وهذا الأسبوع كنت من بين الحضور لصالون غازي الثقافي وهو صالون اكتمل عمره الــ 25 عاما.. حاضر فيه لفيف من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين وقد أقدم على إنشائه وتأسيسه الدكتور غازي زين عوض الله المدني السعودي الذي أقام بمصر، وتفاعل مع مجتمع المثقفين ورجال الإعلام وأصبح يواظب على إقامة صالونة والذي نتج عنه إصدار ما يقرب من 80 كتابا في الثقافة والفن والطب والإعلام.. ومؤخرا كرم الصالون الشاعر الكبير فاروق جويدة والدكتورة إيناس عبد الدايم، ولفيفا من الشخصيات الإعلامية والفنية.. والحقيقة التي لابد من ذكرها هنا هي أهمية الاهتمام بالمبدع والاحتفاء بالشخصية في حياتها والتخلص من العادة السيئة التي يتم التكريم فيها بعد الرحيل.. إن شخصية المبدع مهما ارتفع نجمها في فضاء العلم والمعرفة والفن والثقافة تظل في حاجة إلى لغة تكريم من بني وطنها ليكون ذلك وقودا لاستمراريتها ودافعا للتقدم وبلسما يداوي صقيع التجاهل ومرارة النسيان، وكذلك فإن التكريم شيء مهم في تاريخ الثقافة ومسيرة الحضارة الإنسانية، وكما قال لي الدكتور غازي إن تكريم البارزين وإلقاء الضور على أعمالهم وإبداعاتهم يعد نبراسا للأجيال المقبلة التي ترى نماذج منيرة وإبداعا من الجيل السابق لها، ويأتي التكريم في الصالون محاولة لاستنهاض مسيرة الأمة وإزالة الزيف عنها وإبراز الأصيل والجميل وتعميق هذا الاتجاه والاهتمام به ليضحى بعد ذلك اتجاها عاما ومطلبا جماهيريا يتلخص في البحث عن الجودة والدقة والأصالة والابتكار والتميز .. ومن الأمور الأخرى التي يهدف لها الصالون هو خلق حالة من التفاعل والتلاقح بين التخصصات والعقول كافة وكسر حدة العزلة التي يعيشها المثقفون الحقيقيون لتخرج لنا الثمار ناضجة ناطقة بما يحتاجه الإنسان ويسعى إليه ويحقق به ذاته ومكانته ويمكث في الأرض. شكرا للدكتور غازي وللقائمين على أنشطة الصالون على ما يقدمونه لنا.