18 سبتمبر 2025

تسجيل

انتصار ثورة يناير "حتمي"

25 يناير 2015

لا يمكن لأي نظام في العالم أن يهزم إرادة شعب، وهذا ينطبق أيضا على انقلاب العسكر المشؤوم في مصر أيضا، فهذا الانقلاب الدموي محكوم عليه بالهزيمة والانكسار والفشل والتقهقر، أمام إرادة ثوار مصر الذين يسجلون حالة رائعة من الصمود في وجه الآلة الأمنية العاتية التي تعيث في الأرض فسادا.عندما تحدى الشعب المصري نظام مبارك ونزل إلى الشوارع لم يكن يتصور أحد أن 18 يوما ستكون كافية لخلع رأس النظام الفاسد، لكن الأمر حدث وبسرعة، وهوى رأس النظام كورقة جافة، والآن بعد 4 سنوات من الثورة التي وحدت نصف المصريين ضد الظلم والفساد والديكتاتورية لا تزال الشعلة مستمرة، بعد مؤامرة الانقلاب الأسود على نتائج ثورة يناير التي أفرزت رئيسا منتخبا عبر صناديق الاقتراع في أول انتخاب من نوعه في تاريخ مصر الحديث والقديم، انقلاب قاده عبدالفتاح السيسي الذي بدأ التخطيط مع الجنرالات الفاسدين منذ اليوم الأول لانتصار ثورة يناير. لقد كشفت التسريبات ما كنا نعرفه أصلا عن مؤامرة الجنرالات ضد الشعب المصري وثورته، وقد اعترف الانقلابي السيسي في تسريب منشور، أنه بدأ العمل ضد الثورة إبان حكم المجلس العسكري، وكشف عن خطة متكاملة من أجل الإطاحة بثورة يناير والرئيس الذي أنتجته، والسيطرة على الإعلام ومفاصل المجتمع من أجل إعادة الجيش إلى السلطة مرة أخرى.الانقلابي السيسي لم يكن وحيدا، بل تآمر معه رجال الأعمال الفاسدون ورجال الدين المارقون ورجال الإعلام الأفاقون والقضاة الذين لا يرقبون في الشعب إلاً ولا ذمة، ورجال ونساء الفن المعادون للقيم والبلطجية، أو ما اصطلح على تسميته بـ "الدولة العميقة"، وهي الدولة التي تتغذى على الفساد والرشوة والسرقة والنهب، لكن السلاح الأقوى الذي استخدمه الانقلابيون بقيادة السيسي هو غياب الوعي وعدم التفكير بالمآلات، وانسحاب معظم الناس من المشهد، طمعا في السلامة، والوهن الذي أشاعه "حزب الكنبة" الأوسع انتشارا.لقد نجح السيسي وجنرالاته ودولته العميقة بالانقلاب على ثورة يناير، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن هذا لم يحدث ولن يحدث بإذن الله، رغم قتلهم ما يزيد على 6000 إنسان وجرح 22 ألفا واعتقال 40 ألف بريء واغتصاب عشرات الفتيات، وتحويل الاغتصاب إلى سلاح ضد معارضات الانقلاب، وممارسة التعذيب والتنكيل والتهجير والتشريد والطرد من الوظائف.لكن وبعد عامين من مؤامرة الانقلاب وأكثر من عام ونصف على انقلاب 3 يوليو الأسود، فإن الأوضاع تزداد سوءا، فالاقتصاد يتدهور، وقيمة الجنيه المصري وصلت إلى 8 جنيهات مقابل الدولار وزادت معدلات الفقر والبطالة والفساد، وبلغت محاولات الانتحار حوالي 36 ألف حالة نجح 4200 مصري بقتل أنفسهم خلال عام من حكم العسكر، وغرقت الإسكندرية ومدن أخرى في مياه المجاري، وزاد معدل انقطاع التيار الكهربائي، واختفت أسطوانات الغاز من الأسواق. وأظلمت سماء الحرية بسبب ظلام الانقلاب الأسود، وقتل 10 صحفيين واعتقل أكثر من 101 صحفي وتعرض 500 صحفي للاعتداء وأصيب 40 صحفيا بجراح مختلفة، وأغلقت المنابر الإعلامية التي لا يهمن عليها العسكر.رغم ذلك كله لا يزال ثوار مصر في الشوارع، ليلا نهارا، وصبحا ومساء، وصيفا وشتاء، يقارعون هذا الانقلاب بصدور عارية إلا من الإيمان بالانتصار لمصر والحرية والثورة، ولهذا فإن انتصار ثورة يناير حتمي بإذن الله، فإرادة المصريين أقوى من أن يكسرها انقلاب يقوده جنرالات فاسدون وتؤيده دولة عميقة مارقة.