12 سبتمبر 2025
تسجيلهناك كثير من الثوابت الدينية والأخلاقية والاجتماعية التي تحثنا على التراحم والود والتواصل ونصرة بعضنا كأفراد ومجتمعات، وتلك أصبحت من القيم الراسخة التي تشكّل مفاهيم لجماليات الإنسان المسلم والعربي ودوره في أن يضيف للإنسانية معاني سامية في النبل والتراحم، وذلك يوصلنا تلقائيا إلى هدف نهائي حاسم وهو مراعاة المصالح الكلية الجامعة بين المسلم وأخيه، فعندما يتحد بناء الأمة وفقا للمفاهيم الشرعية التي تصفنا كبنيان مرصوص في علاقاتنا وارتباطاتنا العميقة ببعضنا، تتحد المشاعر بين المسلمين ويقوى الإسلام ويشتد، وعندما لا يكون مرصوصا يضعُف وتعبث به الريح كيفما تشاء.تلك المشاعر التي تفضي إلى إنتاج وتحقيق المصالح الكلية للأمة تقودنا إلى دور المملكة العربية السعودية في تحقيق وحدة وتلاحم وتراحم الأمة والإنسانية من خلال الدور الإنساني الذي تلعبه في محيطها العربي والإسلامي والدولي، وهو دور جدير بالوقوف عنده مع كل لمسة إنسانية تبذلها المملكة لإخوتها في الدين أو الإنسانية، وذلك ما نلحظه بصورة متكررة من خلال برامج المساعدات والتبرعات والدعم المنتظم والطارئ الذي تقدمه لبني الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها، ومن المنظور الديني فإن تبرعات الدولة مثل تبرع الفرد والعائد من الأجر والثواب يكون نعمة وخيرا على الجميع بإذن الله، ومن المنظور السياسي فذاك هو نمط من أنماط التواصل الحضاري وسلامة النيات الإنسانية التي لا تضع في اعتباراتها حساسيات ومتغيرات العمليات السياسية، أسوةً بسيدنا يوسف عليه السلام الجامع بين السياسة والدين، وهو النبي وعزيز مصر فلم يقتصر إعطاء الحنطة بالمجان لأهل مصر فقط عندما أصابها القحط وإنما امتد عطاؤه إلى جميع البلدان المجاورة، فكسبت مصر السمعة وكسبت الأجر والثواب والبركة، التي ليست بالمال فقط وإنما بالصحة والأمن والاستقرار. ومثلما للسعودية مواقف ومساعدات لا تعد ولا تحصى؛ كذلك هناك مواقف نبيلة لدول الخليج بنفس القدر والرقي، وما ذلك إلا دليل قاطع يجب أن يعيه الشعب الخليجي الذي تقدم له هذه التبرعات كثيرا من المحاسن الدينية والدنيوية، فنحن نثبت بذلك أن لنا دورا إنسانيا غاية في الرقي والتحضّر، وليس كما اتهمنا الغرب بالإرهاب ليصبح ذلك ردنا القاطع بأننا مسالمون ومشاركون في بناء النسيج الإنساني والعالمي على أكمل وجه ما ينبغي معه على كل خليجي أن يفخر به، وعلى المجتمع الدولي تقديره.